وأخرج ( ك ) نعيم عن قال : يكون بعد الجبارين عبد الله بن عمرو الجابر ، يجبر الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم المهدي ، ثم المنصور ، ثم السلام ، ثم أمير العصب ، فمن قدر على الموت بعد ذلك فليمت . وأخرج نعيم من طريق علي بن أبي طلحة عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ابن عباس إذا مات الخامس من أهل بيتي فالهرج فالهرج حتى يموت السابع ، قالوا : وما الهرج ؟ قال : القتل كذلك حتى يقوم المهدي " .
وأخرج ( ك ) نعيم عن محمد بن الحنفية قال : يملك بنو العباس حتى ييأس الناس من الخير : ثم يتشعث أمرهم في سنة خمس وتسعين ، فإن لم تجدوا إلا جحر عقرب فادخلوا فيه ; فإنه يكون في الناس شر طويل ، ثم يزول ملكهم في سنة سبع وتسعين ، أو تسع وتسعين ، ويقوم المهدي في سنة مائتين .
وأخرج ( ك ) نعيم عن عبد الله بن مسلم قال : لا يزال الناس بخير في الرخاء ما لم ينقض ملك بني العباس ، فإذا انتقض ملكهم لم يزالوا في فتنة حتى يقوم المهدي .
وأخرج ( ك ) نعيم عن الحكم بن نافع قال : يقاتل السفياني الترك ، ثم يكون [ ص: 101 ] استئصاله على يد المهدي ، وأول لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك ، وقال ابن سعد في الطبقات : أنا قال : سمعت الواقدي يقول : خرج مالك بن أنس مع محمد بن عجلان عبد الله بن حسين حين خرج بالمدينة ، فلما قتل محمد بن عبد الله ، وولي جعفر بن سليمان بن علي المدينة بعث إلى ، فأتي به فبكته ، وكلمه كلاما شديدا ، وقال : خرجت مع الكذاب ، فلم يتكلم محمد بن عجلان بكلمة إلا أنه يجري شفتيه بشيء لا يدري ما هو ، فيظن أنه يدعو ، فقام من حضر محمد بن عجلان جعفر بن سليمان من فقهاء أهل المدينة وأشرافهم ، فقالوا : أصلح الله الأمير فقيه محمد بن عجلان أهل المدينة وعابدها ، وإنما شبه عليه ، وظن أنه المهدي الذي جاءت فيه الرواية ، فلم يزالوا يطلبون إليه حتى تركه ، فولى منصرفا لم يتكلم بكلمة حتى أتى منزله . محمد بن عجلان
وأخرج ( ك ) نعيم عن كعب قال : يحاصر الدجال المؤمنين ببيت المقدس ، فيصيبهم جوع شديد حتى يأكلوا أوتار قسيهم من الجوع ، فبينما هم على ذلك إذ سمعوا صوتا في الغلس ، فيقولون : إن هذا لصوت رجل شبعان فينظرون ، فإذا بعيسى ابن مريم ، وتقام الصلاة فيرجع إمام المسلمين المهدي ، فيقول عيسى : تقدم فلك أقيمت الصلاة ، فيصلي بهم تلك الليلة ، ثم يكون عيسى إماما بعده .
وأخرج في كتاب الملاحم ، عن أبو الحسين بن المنادى قال : يكون سالم بن أبي الجعد المهدي إحدى وعشرين سنة ، أو اثنين وعشرين سنة ، ثم يكون آخر من بعده ، وهو دونه ، وهو صالح تسع سنين .
وأخرج ابن عساكر عن قال : يهزم خالد بن معدان السفياني الجماعة مرتين ، ثم يهلك ولا يخرج المهدي حتى يخسف بقرية بالغوطة ، تسمى حرستا . وأخرج ابن المنادى في الملاحم قال : ليخرجن رجل من ولدي عند اقتراب الساعة ، حتى تموت قلوب المؤمنين كما تموت الأبدان ; لما لحقهم من الضرر والشدة والجوع والقتل ، وتواتر الفتن ، والملاحم العظام ، وإماتة السنن ، وإحياء البدع ، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيحيي الله بالمهدي محمد بن عبد الله السنن التي قد أميتت ، وتسر بعدله وبركته قلوب المؤمنين ، وتتألف إليه عصب العجم وقبائل من العرب ، فيبقى على ذلك سنين ليست بالكثيرة ، دون العشرة ، ثم يموت ، قال ابن المنادى : وفي كتاب دانيال أن السفيانيين ثلاثة [ ص: 102 ] وأن المهديين ثلاثة ، فيخرج السفياني الأول ، فإذا خرج وفشا ذكره خرج عليه المهدي الأول ، ثم يخرج السفياني الثاني فيخرج عليه المهدي الثاني ، ثم يخرج السفياني الثالث فيخرج عليه المهدي الثالث ، فيصلح الله به كل ما أفسد قبله ، ويستنقذ الله به أهل الإيمان ، ويحيي به السنة ، ويطفئ به نيران البدعة ، ويكون الناس في زمانه أعزاء ظاهرين على من خالفهم ، ويعيشون أطيب عيش ، ويرسل الله السماء عليهم مدرارا ، وتخرج الأرض زهرتها ونباتها فلا تدخر من نباتها شيئا ، فيمكث على ذلك سبع سنين ، ثم يموت . ثم قال : ثنا ، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة محمد بن إبراهيم أبو أمية الطرسوسي ، ثنا ، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، عن شريك بن عبد الله عمار بن عبد الله الدهني ، عن قال : يكون سالم بن أبي الجعد المهدي إحدى وعشرين سنة ، أو اثنتين وعشرين ، ثم يكون آخر من بعده وهو صالح تسع سنين .
وأخرج ( ك ) ابن منده في تاريخ أصبهان عن قال : ابن عباس المهدي شاب منا أهل البيت .
( فصل ) قال عبد الغافر الفارسي في مجمع الغرائب ، وابن الجوزي في غريب الحديث ، وابن الأثير في النهاية في حديث علي : أنه ذكر المهدي من ولد الحسن ، فقال : إنه أزيل الفخذين ، والمراد انفراج فخذيه وتباعد ما بينهما .
( تنبيهات ) الأول : عقد أبو داود في سننه بابا في المهدي ، وأورد في صدره حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جابر بن سمرة " ، وفي رواية : " لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة ، كلهم تجتمع عليه الأمة قريش " . فأشار بذلك إلى ما قاله العلماء أن لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة ، كلهم من المهدي أحد الاثني عشر ; فإنه لم يقع إلى الآن وجود اثني عشر اجتمعت الأمة على كل منهم .
الثاني : روى في الأفراد ، الدارقطني في تاريخه عن وابن عساكر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " عثمان بن عفان المهدي من ولد العباس عمي " ، قال : هذا حديث غريب ، تفرد به الدارقطني محمد بن الوليد مولى بني هاشم .
[ ص: 103 ] الثالث : روى عن ابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنس عيسى ابن مريم " ، قال لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا الدنيا إلا إدبارا ، ولا الناس إلا شحا ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ، ولا مهدي إلا القرطبي في التذكرة : إسناده ضعيف ، والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في التنصيص على المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة ، أصح من هذا الحديث ، فالحكم بها دونه . خروج
وقال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم السحري : قد تواترت الأخبار ، واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بمجيء المهدي ، وأنه من أهل بيتي ، وأنه سيملك سبع سنين ، وأنه يملأ الأرض عدلا ، وأنه يخرج مع عيسى عليه السلام ، فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين ، وأنه يؤم هذه الأمة ، وعيسى يصلي خلفه في طول من قصته وأمره ، قال القرطبي : ويحتمل أن يكون قوله عليه السلام : " عيسى " أي : لا مهدي كاملا معصوما إلا ولا مهدي إلا عيسى ، قال : وعلى هذا تجتمع الأحاديث ويرتفع التعارض ، وقال ابن كثير : هذا الحديث فيما يظهر ببادئ الرأي مخالف للأحاديث الواردة في إثبات مهدي غير عيسى ابن مريم ، وعند التأمل لا ينافيها ، بل يكون المراد من ذلك : أن المهدي حق المهدي هو عيسى ، ولا ينفي ذلك أن يكون غيره مهديا أيضا .
الرابع : أورد القرطبي في التذكرة أن المهدي يخرج من الغرب الأقصى في قصة طويلة ، ولا أصل لذلك ، والله أعلم .