[ ص: 197 ] ثم ظهر لي طريق رابع وهو عيسى عليه السلام إذا نزل يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم في الأرض فلا مانع من أن يأخذ عنه ما احتاج إليه من أحكام شريعته ، ومستندي في هذا الطريق أمور : أن
الأول : ما أخرجه أبو يعلى في مسنده عن قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي هريرة والذي نفسي بيده لينزلن عيسى ابن مريم ، ثم لئن قام على قبري فقال : يا محمد ، لأجيبنه .
وأخرج ابن عساكر عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة عيسى ابن مريم حكما عدلا ، وإماما مقسطا ، فليسلكن فج الروحاء حاجا أو معتمرا ، وليقفن على قبري فليسلمن علي ، ولأردن عليه . ليهبطن الله
الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم في حياته كان يرى الأنبياء ويجتمع بهم في الأرض ، كما تقدم أنه رأى عيسى في الطواف ، وصح موسى وهو يصلي في قبره ، وصح أنه صلى الله عليه وسلم قال : أنه صلى الله عليه وسلم مر على ، فكذلك إذا نزل الأنبياء أحياء يصلون عيسى عليه السلام إلى الأرض يرى الأنبياء ويجتمع بهم ومن جملتهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فيأخذ عنه ما احتاج إليه من أحكام شريعته .
الثالث : أن جماعة أئمة الشريعة نصوا على أن من كرامة الولي أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم ويجتمع به في اليقظة ، ويأخذ عنه ما قسم له من معارف ومواهب ، وممن نص على ذلك من أئمة الشافعية : ، الغزالي والبارزي ، والتاج ابن السبكي ، والعفيف اليافعي ، ومن أئمة المالكية القرطبي ، وابن أبي جمرة ، وابن الحاج في " المدخل " .
وقد حكي عن بعض الأولياء أنه حضر مجلس فقيه ، فروى ذلك الفقيه حديثا ، فقال له الولي : هذا الحديث باطل ، فقال الفقيه : ومن أين لك هذا ؟ فقال : هذا النبي صلى الله عليه وسلم واقف على رأسك يقول : إني لم أقل هذا الحديث ، وكشف للفقيه فرآه ، وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي : لو حجبت عن النبي صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي مع المسلمين .
فإذا كان هذا حال الأولياء مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فعيسى النبي صلى الله عليه وسلم أولى بذلك أن يجتمع به في أي وقت شاء ، ويأخذ عنه ما أراد من أحكام شريعته من غير احتياج إلى اجتهاد ، ولا تقليد لحفاظ الحديث .
الرابع : أنه روي عن أنه لما أكثر الحديث وأنكر عليه الناس قال : لئن نزل أبي هريرة عيسىابن مريم قبل أن أموت لأحدثنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيصدقني . فقوله : فيصدقني [ ص: 198 ] دليل على أن عيسى عليه السلام عالم بجميع سنة النبي صلى الله عليه وسلم من غير احتياج إلى أن يأخذها عن أحد من الأمة ، حتى إن الذي سمع النبي صلى الله عليه وسلم احتاج إلى أن يلجأ إليه يصدقه فيما رواه ويزكيه ، هذا آخر الجواب ، ثم إن مولانا أمير المؤمنين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين ، وابن عم سيد المرسلين الإمام ، المتوكل على الله ، أعزه الله وأعز به الدين ، وهو الآمر بالكتابة أولا - أعاد الأمر ثانيا ، هل ثبت أن أبا هريرة عيسى عليه السلام بعد نزوله يأتيه وحي ؟ والجواب : نعم ، روى ، مسلم وأحمد ، وأبو داود ، ، والترمذي ، وغيرهم ، من حديث والنسائي النواس بن سمعان قال : المسيح ابن مريم ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق واضعا يده على أجنحة ملكين ، فيتبعه فيدركه ، فيقتله عند باب لد الشرقي ، فبينما هم كذلك أوحى الله إلى عيسىابن مريم أني قد أخرجت عبادا من عبادي لا يدان لك بقتالهم ، فحرر عبادي إلى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال - إلى أن قال - : فبينما هم على ذلك إذ بعث الله الطور فيبعث الله يأجوج الحديث .
فهذا صريح في أنه يوحى إليه بعد النزول ، والظاهر أن الجائي إليه بالوحي جبريل عليه السلام ، بل هو الذي يقطع به ولا يتردد فيه ؛ لأن ذلك وظيفته ، وهو السفير بين الله وبين أنبيائه ، لا يعرف ذلك لغيره من الملائكة .
والدليل على ذلك ما أخرجه أبو نعيم في " دلائل النبوة " عن عائشة قالت : قال ورقة لخديجة : جبريل أمين الله بينه وبين رسله .
وأخرج في تفسيره ، ابن أبي حاتم في " كتاب العظمة " ، عن وأبو الشيخ بن حيان ابن سابط قال : في أم الكتاب كل شيء هو كائن إلى يوم القيامة ، ووكل به ثلاثة من الملائكة ، فوكل جبريل بالكتب والوحي إلى الأنبياء ، ووكل أيضا بالهلكات إذا أراد الله أن يهلك قوما ، ووكله بالنصر عند القتال ، ووكل ميكائيل بالقطر والنبات ، ووكل ملك الموت بقبض الأنفس ، فإذا كان يوم القيامة عارضوا بين حفظهم وبين ما كان في أم الكتاب ، فيجدونه سواء .
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : أول من يحاسب عطاء بن السائب جبريل ؛ لأنه كان أمين الله إلى رسله .
وأخرج ، عن أبو الشيخ قال : خالد بن أبي عمران جبريل أمين الله إلى رسله . وميكائيل يتلقى الكتب ، وإسرافيل بمنزلة الحاجب .
وأخرج أيضا عن عكرمة بن خالد : أن رجلا قال : يا رسول الله أي الملائكة أكرم على الله ؟ فقال : جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، فأما جبريل فصاحب الحرب وصاحب المرسلين ، وأما ميكائيل فصاحب كل قطرة تسقط وكل ورقة تنبت ، وأما ملك الموت فهو موكل بقبض روح كل عبد في بر أو بحر ، وأما إسرافيل فأمين الله بينه وبينهم .
[ ص: 199 ] وأخرج أيضا عن عبد العزيز بن عمير قال : اسم جبريل في الملائكة خادم ربه .
وأخرج في " كتاب السنة " عن ابن أبي زمنين كعب قال : إذا أراد الله أن يوحي أمرا جاء اللوح المحفوظ حتى يصفق جبهة إسرافيل ، فيرفع رأسه فينظر ، فإذا الأمر مكتوب فينادي جبريل فيلبيه ، فيقول : أمرت بكذا أمرت بكذا ، فيهبط جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيوحي إليه .
وأخرج عن أبو الشيخ أبي بكر الهذلي قال : إذا أمر الله بالأمر تدلت الألواح على إسرافيل بما فيها من أمر الله ، فينظر فيها إسرافيل ، ثم ينادي جبريل فيجيبه ، وذكر نحوه .
وأخرج أيضا عن أبي سنان قال : اللوح المحفوظ معلق بالعرش ، فإذا أراد الله أن يوحي بشيء كتب في اللوح ، فيجيء اللوح حتى يقرع جبهة إسرافيل ، فينظر فيه ، فإن كان إلى أهل السماء دفعه إلى ميكائيل ، وإن كان إلى أهل الأرض دفعه إلى جبريل ، فأول ما يحاسب يوم القيامة اللوح ، يدعى به ترعد فرائصه ، فيقال له : هل بلغت ، فيقول : نعم ، فيقول : من يشهد لك ، فيقول إسرافيل ، فيدعى إسرافيل ترعد فرائصه ، فيقال له : هل بلغك اللوح ؟ فإذا قال نعم قال اللوح : الحمد لله الذي نجاني من سوء الحساب ، ثم كذلك .
وأخرج أيضا عن قال : إذا كان يوم القيامة دعي وهيب بن الورد إسرافيل ترعد فرائصه ، فيقال : ما صنعت فيما أدى إليك اللوح ؟ فيقول : بلغت جبريل ، فيدعى جبريل ترعد فرائصه ، فيقال : ما صنعت فيما بلغك إسرافيل ؟ فيقول : بلغت الرسل فيؤتى بالرسل ، فيقال : ما صنعتم فيما أدى إليكم جبريل ؟ فيقولون : بلغنا الناس فهو قوله تعالى : ( فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين ) .
وأخرج ابن المبارك في " الزهد " ، عن ابن أبي جبلة بسنده قال : أول من يدعى يوم القيامة إسرافيل ، فيقول الله : هل بلغت عهدي ؟ فيقول : نعم رب قد بلغت جبريل ، فيدعى جبريل ، فيقال : هل بلغك إسرافيل عهدي ؟ فيقول : نعم ، فيخلى عن إسرافيل ، فيقول لجبريل : ما صنعت في عهدي ؟ فيقول : يا رب بلغت الرسل . فيدعى الرسل ، فيقال لهم : هل بلغكم جبريل عهدي ؟ فيقولون : نعم ، فيخلى عن جبريل - الحديث .
فعرف بمجموع هذه الآثار جبريل من بين سائر الملائكة بالوحي إلى الأنبياء ، وعرف بها أيضا أنه إنما يتلقى الوحي عن الله بواسطة اختصاص إسرافيل ، وقد كنا سئلنا عن ذلك منذ أيام .
خاتمة : اشتهر على ألسنة الناس أن جبريل لا ينزل إلى الأرض بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا شيء لا أصل له . ومن الدليل على بطلانه ما أخرجه في " الكبير " ، الطبراني ميمونة [ ص: 200 ] بنت سعد قالت : قلت : يا رسول الله ، هل يرقد الجنب ؟ قال : ما أحب أن يرقد حتى يتوضأ ، فإني أخاف أن يتوفى فلا يحضره جبريل . عن
فهذا الحديث يدل على أن جبريل ينزل إلى الأرض ، ويحضر موتة كل مؤمن حضره الموت وهو على طهارة .
ثم وقفت على حديث آخر فيه نزول جبريل إلى الأرض ، وهو ما أخرجه في " كتاب الفتن " ، نعيم بن حماد من حديث والطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الدجال قال : ابن مسعود فيمر بمكة ، فإذا هو بخلق عظيم ، فيقول : من أنت ؟ فيقول : أنا ميكائيل بعثني الله لأمنعه من حرمه ، ويمر بالمدينة فإذا هو بخلق عظيم ، فيقول : من أنت ؟ فيقول : أنا جبريل بعثني الله لأمنعه من حرمه . ثم رأيت في قوله تعالى : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم ) - الآية - عن الضحاك أن الروح هنا جبريل ، وأنه ينزل هو والملائكة في ليلة القدر ، ويسلمون على المسلمين ، وذلك في كل سنة ، وقد زعم زاعم أنعيسى ابن مريم إذا نزل لا يوحى إليه وحيا حقيقيا ، بل وحي إلهام ، وهذا القول ساقط مهمل ؛ لأمرين أحدهما : منابذته للحديث الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما تقدم من صحيح وغيره ، وقد رواه مسلم الحاكم في المستدرك ، ولفظه : عيسى ، إني قد أخرجت عبادا لي لا يد لأحد بقتالهم ، حول عبادي إلى الطور . وقال : صحيح على شرط الشيخين ، وذلك صريح في أنه وحي حقيقي لا وحي إلهام ، والثاني : أن ما توهمه هذا الزاعم من تعذر الوحي الحقيقي فاسد ؛ لأن فبيناه كذلك إذ أوحى الله إليه : يا عيسى نبي ، فأي مانع من نزول الوحي إليه ، فإن تخيل في نفسه أن عيسى قد ذهب وصف النبوة عنه وانسلخ منه فهذا قول يقارب الكفر ؛ لأن النبي لا يذهب عنه وصف النبوة أبدا ولا بعد موته ، وإن تخيل اختصاص الوحي للنبي بزمن دون زمن فهو [ قول ] لا دليل عليه ، ويبطله ثبوت الدليل على خلافه ، وقد ألم السبكي بشيء مما ذكرناه ، فقال في تصنيف له : ما من نبي إلا أخذ الله عليه الميثاق أنه إن بعث محمد في زمانه ليؤمن به ولينصرنه ، ويوصي أمته بذلك ، وفي ذلك من التنويه بالنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم قدره العلي ما لا يخفى ، وفيه مع ذلك أنه على تقدير مجيئه في زمانهم يكون مرسلا إليهم ، وتكون نبوته ورسالته عامة لجميع الخلق من زمن آدم إلى يوم القيامة ، وتكون الأنبياء وأممهم كلهم من أمته ، ويكون قوله : بعثت إلى الناس كافة لا يختص به الناس من زمانه إلى يوم القيامة ، بل يتناول من قبلهم أيضا - إلى أن قال : فالنبي صلى الله عليه وسلم هو نبي الأنبياء ، ولو اتفق مجيئه في زمن آدم ، ونوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وجب عليهم وعلى [ ص: 201 ] أممهم الإيمان به ونصرته ، وبذلك أخذ الله الميثاق عليهم ، فنبوته عليهم ورسالته إليهم معنى حاصل له ، وإنما أمره يتوقف على اجتماعهم معه ، فلو وجد في عصرهم لزمهم اتباعه بلا شك ؛ ولهذا يأتي عيسى في آخر الزمان على شريعته ، وهو نبي كريم على حاله ، لا كما يظن بعض الناس أن يأتي واحدا من هذه الأمة ، نعم هو واحد من هذه الأمة بما قلناه أن اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما يحكم بشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم بالقرآن والسنة ، وكل ما فيه من أمر أو نهي فهو متعلق به كما يتعلق بسائر الأمة ، وهو نبي كريم على حاله ، لم ينقص منه شيء .
وكذلك لو بعث النبي صلى الله عليه وسلم في زمانه أو في زمان موسى وإبراهيم ونوح وآدم - كانوا مستمرين على نبوتهم ورسالتهم إلى أممهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم نبي عليهم ورسول إلى جميعهم ، فنبوته ورسالته أعم وأشمل وأعظم ، هذا كلام السبكي [ بحروفه ] ، فعرف بذلك أنه لا تنافي بين كونه ينزل متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم وبين كونه باقيا على نبوته ، ويأتيه جبريل بما شاء الله من الوحي ، والله أعلم .
قال زاعم : الوحي في حديث مؤول بوحي الإلهام . قلت : قال أهل الأصول : التأويل صرف اللفظ عن ظاهره لدليل ، فإن لم يكن لدليل فلعب لا تأويل ، ولا دليل على هذا فهو لعب بالحديث . مسلم
قال زاعم : الدليل عليه حديث " لا وحي بعدي " قلنا : هذا الحديث بهذا اللفظ باطل .
قال زاعم : الدليل عليه حديث " " قلنا : يا مسكين لا دلالة في هذا الحديث على ما ذكرت بوجه من الوجوه ؛ لأن المراد لا يحدث بعده بعث نبي بشرع ينسخ شرعه كما فسره بذلك العلماء ، ثم يقال لهذا الزاعم : هل أنت آخذ بظاهر الحديث من غير حمل على المعنى المذكور ، فيلزمك عليه أحد أمرين : إما نفي نزول لا نبي بعدي عيسى ، أو نفي النبوة عنه وكلاهما كفر ؟ ثم بعد مدة من كتابتي لهذا الجواب وقفت على سؤال رفع إلى شيخ الإسلام ابن حجر ، صورته : ما قولكم في قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : عيسى ابن مريم في آخر الزمان حكما . فهل ينزل ينزل عيسى عليه السلام حافظا لكتاب الله القرآن العظيم ، ولسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، أو يتلقى الكتاب والسنة عن علماء ذلك الزمان ويجتهد فيها ؟ وما الحكم في ذلك ؟ فأجاب بما نصه ومن خطه نقلت : لم ينقل لنا في ذلك شيء صريح ، والذي يليق بمقام عيسى عليه الصلاة والسلام أنه يتلقى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيحكم في أمته بما تلقاه عنه ؛ لأنه في الحقيقة خليفة عنه ، والله أعلم .
[ ص: 202 ] ( تنبيه ) : ويشبه هذا ما بلغني عن بعض المنكرين أنه أنكر ما ورد من أن عيسى عليه السلام إذا نزل يصلي خلف المهدي صلاة الصبح ، وأنه صنف في إنكار ذلك كتابا ، وقال في توجيه ذلك : إن النبي صلى الله عليه وسلم أجل مقاما من أن يصلي خلف غير نبي ، وهذا من أعجب العجب ، فإن صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدة أحاديث صحيحة بأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق الذي لا يخلف خبره ، من ذلك ما رواه أحمد في مسنده ، والحاكم في " المستدرك " وصححه عن ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول . . . فذكر الحديث وفيه : عثمان بن أبي العاص عيسى عند صلاة الفجر ، فيقول له أمير الناس ، تقدم يا روح الله فصل بنا ، فيقول : إنكم معشر هذه الأمة أمراء بعضكم على بعض ، تقدم أنت فصل بنا ، فيتقدم فيصلي بهم ، فإذا انصرف أخذ عيسى حربته نحو الدجال . فينزل
وفي الصحيحين عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامكم منكم . وفي " مسند أحمد " ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر بن عبد الله . . . فذكر الحديث إلى أن قال : يخرج الدجال بعيسى ، فتقام الصلاة ، فيقال له : تقدم يا روح الله ، فيقول : ليتقدم إمامكم ... الحديث . فإذا هم
وفي " مسند أبي يعلى " عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عيسى ابن مريم ، فيقول إمامهم : تقدم ، فيقول : أنت أحق ، بعضكم أمراء على بعض ، أكرم الله به هذه الأمة . لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، حتى ينزل
وروى أبو داود عن وابن ماجه قال : أبي أمامة الباهلي - فذكر الحديث إلى أن قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثنا عن الدجال عيسى ابن مريم الصبح ، فرجع ذلك الإمام يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي ، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له : تقدم فصل ، فإنها لك أقيمت ، فيصلي بهم إمامهم ، فإذا انصرف قال عيسى : أقيموا الباب ، فيفتح ووراءه الدجال . وإمامهم رجل صالح ، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي الصبح ، إذ نزل عليهم
وروى ، عن مسلم جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عيسى ابن مريم ، فيقول أميرهم : تعال صل بنا ، فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمين ، تكرمة الله هذه الأمة . وقول هذا المنكر : إن النبي أجل مقاما من أن يصلي خلف غير نبي - جوابه : أن نبينا صلى الله عليه وسلم أجل الأنبياء مقاما وأرفعهم درجة ، وقد صلى خلف لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل مرة ، وخلف عبد الرحمن بن عوف أخرى ، [ ص: 203 ] وقال : أبي بكر الصديق . ثبت ذلك في أحاديث صحيحة ، فكيف يتجه لهذا المنكر أن يقول هذا الكلام بعد ذلك ؟ ولست أعجب من إنكار من لا يعرف ، إنما أعجب من إقدامه على تسطير ذلك في ورق يخلد بعده ويسطر في صحيفته . ثم رأيت في مصنف إنه لم يمت نبي حتى يصلي خلف رجل من أمته : ثنا ابن أبي شيبة أبو أسامة ، عن هشام عن ابن سيرين ، قال : المهدي من هذه الأمة ، وهو الذي يؤم عيسى ابن مريم عليه السلام .