وأما المسألة الثانية ، وهي علم الأموات بأحوال الأحياء وبما هم فيه  ، فنعم أيضا ، روى  الإمام أحمد  في مسنده : ثنا  عبد الرزاق  ، عن  سفيان  ، عمن سمع  أنس بن مالك  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات ، فإن كان خيرا استبشروا ، وإن كان غير ذلك قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا   " . 
وقال  أبو داود الطيالسي  في مسنده : حدثنا  الصلت بن دينار  ، عن  الحسن  ، عن  جابر بن عبد الله  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أعمالكم تعرض على عشائركم وعلى أقربائكم في قبورهم ، فإن كان خيرا استبشروا به ، وإن كان غير ذلك قالوا : اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك   " . 
وروى  الطبراني  في " الأوسط " ، من طريق  مسلمة بن علي     - وهو ضعيف - عن  زيد بن واقد   وهشام بن الغاز  ، عن  مكحول  ، عن  عبد الرحمن بن سلامة  ، عن  أبي رهم  ، عن  أبي أيوب الأنصاري  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن نفس المؤمن إذا قبضت ، تلقاها أهل الرحمة من عباد الله كما تلقون البشير من أهل الدنيا ، فيقولون : أنظروا صاحبكم ليستريح ؛ فإنه في كرب شديد ، ثم ليسألونه : ما فعل فلان وفلانة ، هل تزوجت ؟ فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله فيقول : أيهات ، قد مات ذاك قبلي ، فيقولون : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ذهب به إلى أمه الهاوية ، فبئست الأم وبئست المربية ، وقال : إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرة ، فإن كان خيرا فرحوا واستبشروا وقالوا : اللهم هذا فضلك ورحمتك ، فأتمم نعمتك عليه وأمته عليها ، ويعرض عليهم عمل المسيء فيقولون : اللهم ألهمه عملا صالحا ترضى به وتقربه إليك   . ورواه  ابن أبي الدنيا  في " كتاب المنامات " ، عن  محمد بن الحسين  ، عن  محمد بن إسحاق  ، عن  عبد الله بن المبارك  ، عن  ثور بن يزيد  ، عن  أبي رهم  ، عن  أبي أيوب  قال : تعرض أعمالكم على الموتى ، فإن رأوا حسنا فرحوا واستبشروا ، وإن رأوا سوءا قالوا : اللهم راجع به   . 
وروى  الترمذي الحكيم  في " نوادر الأصول " ، من حديث  عبد الغفور بن عبد العزيز  ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعرض الأعمال يوم الاثنين ويوم الخميس على الله ، وتعرض على الأنبياء وعلى الآباء والأمهات يوم الجمعة ، فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضا وإشراقا ، فاتقوا الله ولا تؤذوا أمواتكم   . 
وروى  ابن أبي   [ ص: 207 ] الدنيا  في كتاب المنامات ، ثنا  القاسم بن هاشم  ومحمد بن رزق الله  قالا : ثنا  يحيى بن صالح الوحاظي  ، ثنا  أبو إسماعيل السلولي     : سمعت  مالك بن الداء     : يقول سمعت  النعمان بن بشير  يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الله الله في إخوانكم من أهل القبور ، فإن أعمالكم تعرض عليهم   . 
وقال : ثنا  عبد الله بن شبيب  ، ثنا  أبو بكر بن شيبة الحزامي  ، ثنا  فليح بن إسماعيل  ، ثنا  محمد بن جعفر بن أبي كثير  ، عن  زيد بن أسلم  ، عن  أبي صالح   والمقبري  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم ، فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور   . 
وقال : ثنا  الحسن بن عبد العزيز  ، نبأ  عمر بن أبي سلمة  ، عن  سعيد بن عبد العزيز  ، عن  بلال بن أبي الدرداء  قال : كنت أسمع  أبا الدرداء  يقول : اللهم إني أعوذ بك أن يمقتني خالي  عبد الله بن رواحة  إذا لقيته   . 
وقال : ثنا  أبو هشام  ، ثنا  يحيى بن يمان  ، عن  عبد الوهاب بن مجاهد  ، عن أبيه قال : إنه ليبشر بصلاح ولده من بعده لتقر بذلك عينه   . 
				
						
						
