ومنهم الحر الهمام ، المجلو من الظلام ، المكلوء بالشهادة والكلام ، . عتبة بن أبان الغلام
كشف له الغطاء ، ونظف له الوطاء ، فخفف عنه البطاء .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن أحمد بن فارس ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم الثقفي ، قال : سأل رجل - وأنا شاهد - فقال له : رياحا القيسي أبا المهاجر لأي شيء سمي ؟ عتبة الغلام قال : كان نصفا من الرجال ، ولكنا كنا نسميه الغلام لأنه كان في العبادة غلام رهان . يا
حدثنا أحمد ، ثنا جعفر ، ثنا إبراهيم ، حدثني محمد بن الحسين ، قال : سمعت عبيد الله بن محمد ، يقول مات قبل أبيه عتبة الغلام هو عتبة بن أبان بن صمعة . :
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، حدثني محمد بن الحسين ، حدثني شعيب بن محرز ، ثنا حسين ، قال : قال : عبد الواحد بن زيد عتبة - قلت : بحزن الحسن ، قال : والله ما أبعدت . بمن تشبه حزن هذا الغلام ؟ - يعني
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن مسلم ، ثنا سيار ، ثنا رياح القيسي ، قال : بات عندي ، فسمعته يقول في سجوده : عتبة [ ص: 227 ] الغلام عتبة بين حواصل الطير وبطون السباع . اللهم احشر
حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا ، قال : خرجت أنا مخلد بن الحسين ، وعتبة الغلام ويحيى الواسطي ، ومشمرخ الضبي ، قال : فنزلنا المصيصة في الحصن ، فرأيت ليلة في المنام كأن ملكا نزل من السماء ومعه ثلاثة أكفان من أكفان الجنة فألبس عتبة كفنا ويحيى كفنا ، ورجلا آخر كفنا ، قال : فلما أصبحت دعوتهم لأحدثهم بالرؤيا ، فقال لي عتبة : لا تذكر يا أبا محمد الرؤيا ، قال : فمكث أشهرا فإني لنائم على سرير ليلة فإذا إنسان يحركني ، قال : فرفعت رأسي فإذا عتبة ، فقلت : ما حاجتك ؟ فقال لي : اجلس قص علي الرؤيا ، قال : فجلست فحدثته فرفع يده وقال شيئا لا أدري ما هو ، ثم قام ووضعت رأسي فانتبهت فإذا صاحب التنور قد نور ، قال : فأسرجت دابتي وجئت فإذا بعتبة جالس على الباب بيده عنان فرسه ، قال : وقال عتبة لما ورد حلب : اشتروا لي فرسا يغيظ المشركين إذا رأوه قال : فوقفنا حتى إذا جاء الوالي ففتح الباب فخرج ، وكان مشمرخ راجلا ، فإذا إنسان معه فرس على الباب ينادي يا ثور ، قال : فدنوت منه فقلت : هل لك في ثور مكان ثور ؟ قال : نعم ، قال : فأخذ مشمرخ الفرس فركبه ، قال : ومضينا حتى انتهينا إلى أذنة فإذا آثار عدو ، قال : فقال لي الوالي : من يجيئنا بخبر هؤلاء ؟ قال : فقال عتبة : أنا ، فخرج في أناس من أصحابه يتبع الأثر ، فخرج عليهم العدو فقتلوا جميعا إلا رجلا أفلت رجع إلينا ، قال : ومضينا ، قال : فأول ما رأيت بياض جسد عتبة ، وقد قتل وسلب ، قال : فإذا بصدره ست طعنات - أو سبع طعنات - وإذا يده على فرجه قال : فدفنته قال مخلد : فرأيت شابا جاءنا بعد عتبة لسنة قتل في المنام ، قال : قلت : ما صنع الله بك ؟ قال : ألحقني بالشهداء المرزوقين ، قال : قلت : عتبة وأصحابه لك بهم علم ؟ قال : قتلى قرية الحباب ؟ قال : قلت : نعم ، قال : إنهم معروفون في ملكوت السماوات . أخبرني عن
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن أحمد بن فارس ، ثنا إبراهيم بن [ ص: 228 ] الجنيد ، حدثني عون بن عبد الله الخراز ، ثنا ، قال : مخلد بن الحسين ، فقلنا له : ما جاء بك ؟ قال : جئت أغزو ، قال : قلت : مثلك يغزو عتبة الغلام ؟ قال : إني رأيت في المنام أني آتي جاءنا المصيصة فأغزو فأستشهد ، قال : فنودي يوما في الخيل فنفر الناس وجاء عتبة راجعا من حاجته ، فلما دخل من باب الجهاد استقبله رجل فقال : هل لك في فرسي وسلاحي فإني قد اعتللت ؟ قال : نعم ، قال : فنزل الرجل ودفعه إليه ، قال : فمضى مع الناس فلقوا الروم فكان أول رجل استشهد .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد بن سهل البصري أبو جعفر ، قال : علي بن بكار هل شهدت قتل عتبة الغلام ؟ قال : لا ، ولكن استشهد وقتل في قرية سألت الحباب .
حدثنا أحمد بن بندار ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا ، حدثني إبراهيم بن عبد الله الختلي محمد بن الحسين ، ثنا عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي ، حدثني أبو حسن بن اليسع ، قال : عبد الواحد بن زيد في رحبة القصابين في يوم شات شديد البرد ، فإذا هو يرفض عرقا عتبة الغلام ، فقال له عبد الواحد : لقي عتبة ، قال : نعم ، قال : فما شأنك ؟ ما لك تعرق في مثل هذا اليوم ؟ قال :خير ، قال : لتخبرني ، قال : خير ، قال : فقال : للأنس الذي بيني وبينك والإخاء إلا ما أخبرتني ، قال : إني والله ذكرت ذنبا أصبته في هذا المكان ، فهذا الذي رأيت من أجل ذلك .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، حدثني خالد بن خداش ، ثنا عبد القاهر بن عبد الرحيم ، قال : بالبصرة حمراء ففزع الناس لها ، قال : فجعل عتبة يبكي ويقول : واجراءتي عليك وشرائي التمر بالقراريط . هاجت ريح
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ، ثنا أحمد الدورقي ، ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا عبد السلام الزهراني ، ثنا أبو دعامة الزهراني ، قال : كان عتبة يفتل الشريط في بيت مع أصحاب له ، فهاجت ريح فأتيته وهو لا يدري ، فقلت : يا عتبة أما ترى ما في السماء ؟ قال : فطرح الشريط [ ص: 229 ] وقام ، فقال : عتبة ، تجترئ على ربك تشتري التمر بالقراريط - وكان اشترى يومئذ بقيراط - . يا
حدثنا أحمد بن أحمد بن بندار ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا ، ثنا إبراهيم بن عبد الله الختلي إسحاق بن إبراهيم الثقفي البصري ، قال : أخبرني رياح القيسي ، قال : صحبت ، وقد اشترى تمرا بقيراط ، فلما كان عند المغرب هاجت ريح ، عتبة الغلام عتبة : إلهي أنا أشتهي التمر منذ سنة لم آكله ، حتى إذا أخذت شهوتي أردت أن تأخذني عندها ، لا آكلها ، فتصدق بها . فقال
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد الدورقي ، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، حدثني أبي ، عن بكر ، قال : يأخذ دقيقه فيبله بالماء فيعجنه ويضعه في الشمس حتى يجف عتبة الغلام ، فإذا كان الليل جاء فأخذه وأكل منه لقما ، قال : ثم يأخذ الكوز فيغرف من حب كان في الشمس نهاره ، فتقول مولاة له : يا كان عتبة لو أعطيتني دقيقك فخبزته لك ، وبردت لك الماء ، فيقول لها يا أم فلان قد سددت عني كلب الجوع .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا عبد الله بن الفرج العابد ، قال : عتبة يعجن دقيقه ويجففه في الشمس ثم يأكله ، ويقول : كسرة وملح حتى يهيأ في الدار الآخرة الشواء والطعام الطيب . كان
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، ثنا محمد بن الحسين ، حدثني أحمد بن إسحاق الحضرمي ، ثنا سلمة الفراء ، قال : من نساك البصرة ، وكان من أصحاب الفلق وكان قد قوت لنفسه ستين فلقة عتبة الغلام ، يتعشى كل ليلة بفلقة ويتسحر بأخرى ، وكان يصوم الدهر ، ويأوي السواحل والجبابين . كان
حدثنا أحمد بن بندار ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم الختلي ، ثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق ، ثنا أبو عمر البصري ، قال : عتبة فلسا [ ص: 230 ] فيشتري بالفلس الخوص فإذا عمله باعه بثلاث فلوس ، ففلس يتصدق به ، وفلس يتخذه رأس ماله ، وفلس يشتري به شيئا يفطر عليه ، قال كان رأس مال أبو يوسف : أظن الدانق يومئذ بثلاث فلوس كبار .
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ، ثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير ، حدثني خالد بن خداش ، ثنا محمد بن مستور - وكان رجلا عابدا من بني راسب - قال : جاءنا إلى الكلأ ، قال : فلما أمسينا قلت لأصحابه : اشتروا لحما بدرهم واطبخوه سكباجا حتى يتعشى به عتبة الغلام عتبة ، قال : فلما صلى العشاء فقدناه قال : قلت : اطلبوه ، قال : فطلبوه فوجدوه في بيت من أبيات قد أخذ سويق دقيق كان معه فجعله في خرقة فصب عليه ماء وهو يأكل منه ، وعيناه تذرفان ، قال : قلت : . سبحان الله إخوانك قد عملوا لك شيئا ، قال هذا يكفيني
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن فارس ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، حدثني أحمد بن عمر الأنباري ، ثنا أحمد بن حاتم أبو عبد الله البصري ، ثنا أحمد بن عطاء أبو عبد الله اليربوعي ، قال : نفسه لحما ، فقال لها : اندفعي عني إلى قابل ، فما زال يدافعها سبع سنين عتبة الغلام حتى إذا كان في السابعة أخذ دانقا ونصف إفلاس فأتى بها صديقا له من أصحاب نازعت خبازا ، فقال : يا أخي إن نفسي تنازعني لحما منذ سبع سنين ، وقد استحييت منها كم أعدها وأخلفها ، فخذ لي رغيفين وقطعة من لحم بهذا الدانق والنصف ، فلما أتاه به إذا هو بصبي ، قال : يا فلان ألست أنت ابن فلان وقد مات أبوك ؟ قال : بلى ! قال : فجعل يبكي ويمسح رأسه وقال : عبد الواحد بن زيد ، ثم قرأ : ( قرة عيني من الدنيا أن تصير شهوتي في بطن هذا اليتيم فناوله ما كان معه ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، حدثني محمد بن محمد الخلال ، ثنا أحمد بن ثواب أبو عبد الله ، عن ، قال : كان مخلد بن الحسين عتبة يجالسنا عند باب ، وقال لنا يوما - يعني هشام بن حسان عتبة - : إنه [ ص: 231 ] ، فقلنا له : هو ذا تجالسنا أنت وما نراك تحترف ، فقال : بلى إني لأحترف ، رأس مالي طسوج أشتري به خوصا أعمله وأبيعه بثلاث طساسيج ، فطسوج رأس مالي وقيراط خبزي . لا يعجبني رجل لا يكون في يده حرفة
حدثنا أحمد ، ثنا جعفر بن إبراهيم ، حدثني محمد بن الربيع اللخمي ، ثنا أبو ربيعة ، حدثني رجل أظنه العنزي ، قال : عتبة إلى صديق له بواسط ، قال : فتزود كسنجا بفلسين . خرج
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني خالد بن خداش ، قال : لعتبة أخ بواسط ، فيشتري من البصرة كسيبا بدرهم فهو زاده حتى يبلغ إلى أخيه بواسط . سمعت عدة من أصحابنا يقولون : كان
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، قال : حدثت عن محمد ، حدثني روح بن سلمة ، حدثني سلم العباداني ، قال : قدم علينا مرة ، صالح المري ، وعتبة الغلام ، وعبد الواحد بن زيد وسلم الأسواري فنزلوا على الساحل قال : فهيأت لهم ذات ليلة طعاما فدعوتهم إليه فجاءوا ، فلما وضعت الطعام بين أيديهم إذا قائل يقول من بعض أولئك المطوعة وهو على ساحل البحر مارا رافعا صوته يقول :
ويلهيك عن دار الخلود مطاعم ولذة نفس غبها غير نافع
قال : فصاح عتبة صيحة فسقط مغشيا عليه ، وبكى القوم فرفعنا الطعام وما ذاقوا والله منه لقمة .حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا سجف بن منظور ، قال : عبد الواحد طعاما وجمع عليه نفرا من إخوانه وكان فيهم عتبة ، قال : فأكل القوم غير عتبة فإنه كان قائما على رءوسهم يخدمهم ، قال : فالتفت بعضهم إلى عتبة فنظر إلى صنع عينيه والدموع تنحدر منها فسكت وأقبل على الطعام ، فلما فرغ القوم من طعامهم تفرقوا وأخبر الرجل عبد الواحد بما رأى من عتبة ، فقال له عبد الواحد : بأبي لم بكيت والقوم [ ص: 232 ] يطعمون ؟ قال : ذكرت موائد أهل الجنة والخدم قيام على رءوسهم ، فشهق عبد الواحد شهقة خر مغشيا عليه ، قال سجف : حدثني حصين بن القاسم قال : فما رأيت عبد الواحد بعد ذلك اليوم دعا إنسانا إلى منزله ولا أكل طعاما إلا دون شبعه ، ولا يشرب إلا أقل من ريه ، ولا افتر ضاحكا حتى مضى لوجهه ، قال : وأما عتبة فإنه جعل لله على نفسه أن لا يأكل إلا أقل من شبعه ، ولا يشرب إلا أقل من ريه ، ولا ينام من الليل والنهار إلا أقل من نبهه قال : فقال له بعض أصحابه : لا تنم يا عتبة بالليل ونم بالنهار في الساعات اللاتي لا تحل فيها الصلاة ، فهذا أقل من نبهك ، ووفاء لنذرك ، قال : فقال : أنا إذا يا أبا عبد الله أريد أن أطلب الحيل فيما بيني وبين ربي ؟! لا أنام ليلا ولا نهارا إلا وأنا مغلوب ، قال : فكنت إذا رأيته شبه الواله ، وما ظنك برجل لا ينام إلا مغلوبا !! قال : وكان يلبس الشعر تحت ثيابه ، فإذا كان يوم الجمعة ألقاه عنه ولبس من صالح الثياب .
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، قال : سألت يوسف بن عطية ، فقلت : عتبة ؟ قال : كان يلبس كساءين أغبرين ، يتزر بواحدة ويرتدي بأخرى ، إذا رأيته قلت : بعض الأكرة ، قال ما كان لباس إبراهيم : وكان عتبة عربيا شريفا من عوذ .
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن عبيد الله ، حدثني الخليل بن عمرو النكري ، قال : سمعت أبا أنس ، قال : عتبة : كدت ألا تراني ، قال : قلت : ما جنايتك ؟ ما ذنبك ؟ قال : كادت الأرض تأخذني ، قال : قلت : وأي شيء جنايتك ؟ قال : رأيت أخا لي فقال لي قال لي عتبة : أنت في كساءين وأنت في هذا ، فلولا أني أعطيته - أظنه قال أحدهما - ظننت أن الأرض تأخذني .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا أبو عمر الضرير ، قال : سمعت ، يقول : رياحا القيسي عتبة : يا رياح إن كنت كلما دعتني نفسي إلى الكلام تكلمت فبئس الناظر أنا ، يا قال لي [ ص: 233 ] رياح إن لها موقفا تغتبط فيه بطول الصمت عن الفضول .
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني أحمد بن زهير المروزي ، قال : ركب عتبة في زورق مع قوم ، قال : فأراد الملاح أن يعدل ببعضهم السفينة ، قال : فلم يجد أحدا منهم أحقر في عينه من عتبة ، قال : فضرب جنبه ، وقال : استو ، فقال عتبة : . الحمد لله الذي لم ير فيهم أحقر في عينيه مني
حدثنا أحمد بن بندار ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن عبيد الختلي ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا داود بن المحبر ، قال : سمعت أبا المحبر بن قحذم ، يقول : قال سليمان بن علي لبعض أصحابه : ويحك أين عتبة هذا الذي قد افتتن به أهل البصرة ؟ قال : فخرج به في الجيش حتى أتى به الجبان ، فوقف به على عتبة وهو لا يعلم منكس رأسه بيده عود ينكت عليه الأرض ، فوقف عليه فسلم ، فرفع رأسه فنظر إليه ، فقال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، قال : عتبة ؟ قال : بحال بين حالين ، قال : ما هما ؟ قال : قدوم على الله بخير أم بشر ، ثم نكس رأسه وجعل ينكت الأرض ، فقال كيف أنت يا سليمان بن علي : أرى عتبة قد أحرز نفسه ولا يبالي ما أصبحنا فيه وأمسينا ، ثم قال :يا عتبة قد أمرت لك بألفي درهم ، قال : أقبلها منك أيها الأمير على أن تقضي لي معها حاجة ، قال : نعم ، وسر سليمان فقال : وما حاجتك ؟ فقال : تعفيني منها ، قال : قد فعلت ، قال : ثم ولى عنه منصرفا وهو يبكي ويقول : قصر إلينا عتبة ما نحن فيه .
حدثنا أحمد بن بندار ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدثني عبد الله بن عون ، قال : سمعت أبا حفص ، يقول : عتبة مع قرابة له على ظهر الطريق يكلمه ، فجعل ذلك لا يأبه لكلامه ، قال : فقال عتبة : ألا تكلمني . قال : أما رأيت إلى أمير البصرة مر بمن معه ؟ قال :ما علمت . كان
حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن ، حدثني مضر ، قال : قال رجل : يا لعبد الواحد بن زيد أبا [ ص: 234 ] عبيدة تعلم أحدا ؟ قال :ما أعرف أحدا إلا رجلا واحدا الساعة يدخل عليكم ، فبينما هو كذلك إذ دخل عليه يمشي في الطريق مشتغل بنفسه لا يعرفه أحد يقول من كثرة أشغاله عتبة ، قال : وطريقه على السوق ، قال : فقال له : يا عتبة من رأيت ومن تلقاك في الطريق ؟ قال :ما رأيت أحدا .
حدثنا عبد الله ، ثنا أحمد ، ثنا أحمد ، قال : حدثني إبراهيم ، حدثني مضر ، عن عبد الواحد ، قال : عتبة يجيء إلى المسجد يوم الجمعة ، وقد أخذ الناس الظل فيقوم على الحصا فما يستكن بشيء منه ، ثم يقوم عليه ويسجد السجدة الطويلة ، قال كان مضر : قال عبد الواحد : ما أراه يعقل بحره .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، حدثني محمد بن الحسين ، ثنا عمار بن عثمان الحلبي ، ثنا رياح أبو المهاجر القيسي ، قال : عتبة : لولا ما قد نهينا عنه من تمني الموت لتمنيته ، قلت : ولم تتمنى الموت ؟ قال : لي فيه خلتان حسنتان ، قلت : وما هما ؟ قال : الراحة من معاشرة الفجار ، ورجاء لمجاورة الأبرار ، قال : ثم بكى ، وقال : أستغفر الله وما يؤمنني أن يقرن بيني وبين الشيطان في سلسلة من حديد ثم يقذف بي في النار ، ثم غشي عليه . قال
حدثنا أبو محمد ، ثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو حاتم ، ثنا أحمد بن خالد الوهبي ، قال : سمعت بعض أصحابنا ، يقول : ، فأفاق وهو يقول : ارحم من تجرأ عليك وأكل بالدين ، فنظروا في دينه فإذا عليه فلسان عتبة الغلام . غشي على
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا إسحاق بن أبي حسان ، ثنا ، ثنا أحمد بن أبي الحواري جعفر بن محمد ، قال : عتبة يقطع الليل بثلاث صيحات ، يصلي القيام ثم يضع رأسه بين ركبتيه يفكر ، فإذا مضى من الليل ثلثه صاح صيحة ، ثم يضع رأسه بين ركبتيه يفكر فإذا كان السحر صاح صيحة ، قال كان أحمد : فحدثت به عبد العزيز ، فقال لي : حدثت به بعض البصريين ، فقال : لا تنظر إلى صيحته ، ولكن انظر إلى الأمر الذي كان منه بين الصيحتين .
حدثنا أحمد بن بندار ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن الحسين ، حدثني سجف بن منظور ، حدثني سليم النحيف ، قال : عتبة [ ص: 235 ] ذات ليلة فما زاد ليلته تلك على هذه الكلمات ، إن تعذبني فإني لك محب ، وإن ترحمني فإني لك محب ، قال : فلم يزل يرددها ويبكي حتى طلع الفجر . رمقت
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ، ثنا محمد بن فهد المديني ، قال : عتبة يصلي هذا الليل الطويل فإذا فرغ رفع رأسه ، فقال : سيدي إن تعذبني فإني أحبك ، وإن تعف عني فإني أحبك . كان
حدثنا أحمد بن بندار ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن الحسين ، حدثني عصمة بن سليمان ، ثنا مسلم بن عرفجة العنبري ، قال : سمعت عنبسة الخواص ، يقول : كان عتبة يزورني فربما بات عندي ، قال : فبات عندي ذات ليلة فبكى من السحر بكاء شديدا ، فلما أصبح قلت له : قد فزعت قلبي الليلة ببكائك ففيم ذاك يا أخي ؟ قال :يا عنبسة ، ثم مال ليسقط فاحتضنته فجعلت أنظر إلى إني والله ذكرت يوم العرض على الله عينيه يتقلبان قد اشتدت حمرتهما ، قال : ثم أزبد وجعل يخور ، فناديته : عتبة ، عتبة ، فأجابني بصوت خفي : قطع ذكر يوم العرض على الله أوصال المحبين ، قال : ويردده ثم جعل يحشرج البكاء ويردده حشرجة الموت ويقول : تراك مولاي تعذب محبيك وأنت الحي الكريم ؟ قال : فلم يزل يرددها حتى والله أبكاني .
حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن عيسى الطفاوي ، أخبرني أبو عبد الله الشحام ، قال : كان عتبة يبيت عندي قال : فكان يبيت في بيت وحده ، قال عبد الله : فقلت له : ، قال : وربما جاءني وهو ممس فيقول : أخرج إلي شربة من ماء أو تمرات أفطر عليهما فيكون لك مثل أجري . ما كانت عبادته ، قال : كان يستقبل القبلة فلا يزال في فكر وبكاء حتى يصبح
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، قال : سمعت ، مخلد بن الحسين وصاحبه عتبة الغلام يحيى الواسطي - فقال : كأنما ربتهم الأنبياء . وذكر
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، حدثني [ ص: 236 ] عبد الرحيم بن يحيى الدبيلي ، حدثني عثمان بن عمارة ، قال : قال عتبة : ، قال من سكن حبه قلبه فلم يجد حرا ولا بردا عبد الرحيم : يعني من سكن حب الله قلبه شغله حتى لا يعرف الحر من البرد ، ولا الحلو من الحامض ، ولا الحار من البارد .
حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا إبراهيم ، حدثني محمد بن الحسين ، ثنا معاذ أبو عون ، حدثني أبو عمران التمار ، عن الحسن بن أبي جعفر ، قال : سمعت عتبة ، يقول : ، ومن أطاع الله أكرمه ، ومن أكرمه أسكنه في جواره ، ومن أسكنه في جواره فطوباه ، وطوباه ، وطوباه ، وطوباه ، فلم يزل يقول : وطوباه حتى خر ساقطا مغشيا عليه . من عرف الله أحبه ، ومن أحب الله أطاعه
حدثنا أحمد ، ثنا جعفر ، ثنا إبراهيم ، ثنا محمد بن الحسين ، حدثني داود بن المحبر ، قال : سمعت يقول : عبد الواحد بن زيد ، عتبة - ولقد كلمته ليرفق بنفسه فبكى ، وقال : إنما أبكي على تقصيري . ربما سهرت مفكرا في طول حزنه - يعني
حدثنا أحمد ، ثنا جعفر ، ثنا إبراهيم ، حدثني أبو محمد الطيب بن إسماعيل القاري ، قال : سمعتهم يذكرون ، بعبادان أنه قيل لعتبة في مرضة مرضها ألا تتداوى فقال عتبة : دائي هو دوائي ، قال : وسمعتهم أيضا يذكرون عن عتبة أنه قال : ، قال كيف يصلح إنسان يسره ما يضره - يعني الدنيا - هي تسر وهي تضر إبراهيم بن الجنيد : إنها لا تسر بقدر ما تضر ، إنها تسر قليلا وتحزن حزنا طويلا .
حدثنا أحمد ، ثنا جعفر ، ثنا إبراهيم ، حدثني عبد الله بن عون الخراز ، ثنا أبو حفص البصري ، قال : لعتبة ، قال فسمع عتبة ذات ليلة وهو يقول : سبحان جبار السماء ، إن المحب لفي عناء ، فقال : يا كان خليل لي جارا عتبة صدقت والله ، فغشي عليه .
حدثنا أحمد ، ثنا جعفر ، ثنا إبراهيم ، حدثني محمد بن الحسين ، حدثني يحيى بن راشد ، حدثني عبد الله بن المبشر ، من ولد توبة العنبري - قال : عتبة ربه أن يمن عليه بصوت حزين ، ودمع غزير وغذاء من غير تكلف ، فكان إذا قرأ بكى وأبكى ، قال : وكانت دموعه جارية دهره ، قال : وكان يأوي إلى منزله فيصيب قوته لا يدري من أين يأتيه . دعا
[ ص: 237 ] حدثنا أحمد ، ثنا جعفر ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد بن محمد ، قال : سمعت سنيد بن داود ، يقول : كان قد صحب مخلد بن الحسين ، إبراهيم بن أدهم ، فقيل له : وعتبة الغلام عتبة أم إبراهيم ؟ قال :ما رأت عيناي رجلا كان أفضل من عتبة . أيهما كان أفضل ؟
حدثنا أحمد ، ثنا إبراهيم ، حدثني حميد بن الربيع ، حدثني مسلم بن إبراهيم ، قال : عتبة قال : كان يقال إن الطير تجيبه . رأيت
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا خالد بن خداش ، سمعت بعض أصحابنا يقول : عتبة هذا الطير الأقمر فقال : تعال فأنت آمن ، فجاء حتى وقع في يده ، ثم خلى سبيله وقال لصاحبه الذي رآه لا تحدث به أحدا . دعا
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثني بعض أصحابنا ، حدثني الخليل بن عمرو السكري ، قال : مهدي بن ميمون ، يقول : خرجت في بعض الليل إلى بعض الجبان فإذا ، قال لي : جئت ؟ قد دعوت الله أن يجيء بك عتبة الغلام ، قلت : ادع الله أن يطعمنا رطبا ، قال : فدعا فإذا دوخلة مملوءة رطبا . سمعت
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن ، حدثني عبد الخالق العبدي ، قال : كان لعتبة بيت كان يتعبد فيه ، فلما خرج إلى الشام أقفله ، وقال : . لا تفتحوه إلى أن يبلغكم موتي فلما بلغهم قتله فتحوه فأصابوا فيه قبرا محفورا وغلا حديدا
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا هارون بن عبد الله ، وعلي بن مسلم ، قالا : ثنا سيار ، ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : عتبة يجيء إلى أبي فيصلي معنا الصلوات كلها ، فإذا صلى أبي العشاء الآخرة جاء ليدخل ، قال : فينصرف عنه ، فيقول : يا كان أبا عبيد الله يطول علي الليل حتى أراك ، فيقول : انصرف يا بني فإني أخاف عليك الليل .
حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله - هو ابن أحمد - ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن ، قال : سمعت يوسف بن عطية - وقيل له : يقبل من أحد هدية ؟ - قال : نعم من عطاء [ ص: 238 ] السليمي عتبة الغلام ، قلت : وأي شيء كان يهدى له . قال : هذه الجرار الفلسطينية فيها الزيتون والكامخ يجيء بها تحت كسائه معلقها بيده . أكان
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا هارون بن عبد الله ، وعلي بن مسلم ، قالا : ثنا سيار ، ثنا رياح ، قال : عتبة الغلام : يا رياح من لم يكن معنا فهو علينا . قال لي
حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا الحسن بن محمد ، ثنا ، ثنا أبو زرعة هارون ، ثنا سيار ، حدثني قدامة بن أيوب العتكي - وكان من أصحاب - قال : رأيت عتبة الغلام عتبة في المنام ، فقلت : أبا عبد الله ما صنع الله بك ؟ قال :يا قدامة ، دخلت الجنة بتلك الدعوة المكتوبة في بيتك ، قال : فلما أصبحت جئت إلى بيتي ، وإذا خط يا عتبة في حائط البيت مكتوب : يا هادي المضلين ، وراحم المذنبين ، ومقيل عثرات العاثرين ، ارحم عبدك ذا الخطر العظيم ، والمسلمين كلهم أجمعين ، واجعلنا مع الأحياء المرزوقين ، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين ، والشهداء والصالحين ، آمين يا رب العالمين .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا سعيد بن عامر ، قال : كانت امرأة بالبصرة تديم الصيام ، قالت : كنت إذا أفطرت قلت : اللهم اسقني من حوض النبي صلى الله عليه وسلم قالت : فأتاني آت في منامي ، فقال : عتبة ، فإن له في الجنة حوضا وكانت جارة إذا سألت الله أن يسقيك من حوض النبي صلى الله عليه وسلم فسليه أن يسقيك من حوض لعتبة الغلام .
حدثنا سعيد بن محمد ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا خلف بن الفضل ، قال : سمعت أبا القاسم مجاهد بن حاتم البرمكي ، ببلخ يقول : سمعت ، يقول : سمعت من أبا حاتم الرازي كلمة أعجبتني سمعته يقول : علي بن المديني أبان بن ثعلب أبا . عتبة الغلام كان