372 -  حماد بن سلمة  
ومنهم المجتهد في العبادة ، المعدود في الإمامة ،  أبو سلمة حماد بن سلمة  ، كان لخطير الأعمال مصطنعا ، وبيسير الأقوات مقتنعا . 
 [ ص: 250 ] حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا سلم بن عصام  ، قال : سمعت عبد الرحمن بن عمر رسته  ، قال : سمعت  عبد الرحمن بن مهدي  ، يقول : لو قيل  لحماد بن سلمة  إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا    . 
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق  ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي  ، ثنا حاتم بن الليث الجوهري  ، ثنا  عفان بن مسلم  ، قال : قد رأيت من هو أعبد من  حماد بن سلمة  ، ولكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير وقراءة القرآن ، والعمل لله من  حماد بن سلمة     . 
حدثنا إبراهيم بن عبد الله  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا  حاتم بن الليث  ، ثنا  موسى بن إسماعيل  ، قال : لو قلت لكم إني ما رأيت  حماد بن سلمة  ضاحكا قط صدقتكم  ، كان مشغولا بنفسه إما أن يحدث ، وإما أن يقرأ ، وإما أن يسبح ، وإما أن يصلي ، كان قد قسم النهار على هذه الأعمال   . 
حدثنا إبراهيم بن عبد الله  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا الجوهري  ، ثنا  موسى بن إسماعيل  ، ثنا  حماد بن زيد  ، قال : ما كنا نأتي أحدا نتعلم شيئا بنية من ذلك الزمان إلا  حماد بن سلمة  ، ونحن نقول اليوم : ما نأتي أحدا تعلم بنية إلا  حماد بن سلمة     . 
حدثنا إبراهيم بن عبد الله  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، قال : سمعت محمد بن عبيد الله  ، يقول : سمعت  يونس بن محمد  ، يقول : مات  حماد بن سلمة  في المسجد وهو يصلي    . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا إسحاق بن أحمد  ، ثنا ابن أبي البلخ  ، ثنا  سوار بن عبد الله بن سوار  ، قال : كان  حماد بن سلمة  يبيع الخمر وكان يغدو إلى السوق ، فإذا كسب حبة أو حبتين شد سفطه  ، وأغلق حانوته وانصرف   . 
حدثنا إبراهيم بن عبد الله  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا سوار بن عبد الله  ، ثنا أبي ، قال : كنت آتي  حماد بن سلمة  في سوقه ، فإذا ربح في ثوب حبة أو حبتين شد جونته ، فلم يبع شيئا  ، فكنت أظن أن ذاك يقوته فإذا وجد قوته لم يزد   [ ص: 251 ] عليه شيئا   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا سلم بن عصام  ، ثنا عبد الرحمن بن عمرو رسته  ، قال : سمعت حاتم بن عبيد الله  ، يقول : كان  حماد بن سلمة  يدخل السوق فيربح دانقين في ثوب واحد فيرجع  ، فإذا ربح لو عرض له ديناران ما عرض لهما   . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا الحسن بن محمد التاجر  ، ثنا  محمد بن إسماعيل البخاري  ، قال : سمعت بعض أصحابنا يقول : عاد  حماد بن سلمة   سفيان الثوري  ، فقال سفيان    : يا أبا سلمة  ، أترى يغفر الله لمثلي ؟! فقال حماد    : والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي ، وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي  ، وذلك أن الله تعالى أرحم بي من أبوي   . 
حدثنا إبراهيم بن محمد  ، ثنا محمد بن إسماعيل  ، ثنا  أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم  ، ثنا  موسى بن إسماعيل  ، قال : سمعت  حماد بن سلمة  ، يقول لرجل : إن دعاك الأمير أن تقرأ عليه ( قل هو الله أحد    ) فلا تأته    . 
حدثنا إبراهيم بن عبد الله  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا محمد بن إسماعيل  ، قال : سمعت آدم بن إياس  ، يقول : شهدت  حماد بن سلمة  ودعوه - يعني السلطان - فقال : أحمل لحية حمراء لهؤلاء ؟ لا والله لا فعلت    . 
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن الحسين  ، ثنا سليمان بن عبد الجبار  ، قال : سمعت إسحاق بن عيسى الطباع  ، يقول : سمعت  حماد بن سلمة  ، يقول : من طلب الحديث لغير الله مكر به    . 
حدثنا إبراهيم بن عبد الله  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا المفضل بن غسان  ، ثنا قريش بن أنس  ، عن  حماد بن سلمة  ، قال : ما كان من شأني أن أحدث أبدا حتى رأيت - يعني أيوب السختياني    - في منامي فقال لي : حدث فإن الناس يقبلون    . 
حدثنا  أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي  ، ثنا عباس بن يوسف الشكلي  ، ثنا إسحاق بن الجراح  ، ثنا محمد بن الحجاج  ، قال : كان رجل يسمع معنا عند  حماد بن سلمة  ، فركب إلى الصين  ، فلما رجع أهدى إلى  حماد بن سلمة  هدية ، فقال له حماد    : إني إن قبلتها لم أحدثك بحديث ، وإن لم أقبلها حدثتك  ، قال : لا تقبلها وحدثني   . 
 [ ص: 252 ] حدثنا أبو أحمد  ، ثنا عباس بن إبراهيم القراطيسي  ، ثنا محمد بن سفيان بن أبي الزود  ، ثنا الحكم بن يزيد  ، عن أبان بن عبد الرحمن  ، قال : رئي  حماد بن زيد  في المنام ، فقيل له : ما فعل الله بك  ؟ قال : غفر لي ، قيل : فما فعل  بحماد بن سلمة  ؟ قال : هيهات !! ذاك في أعلى عليين   . 
				
						
						
