[ ص: 279 ] أسند أبو سليمان القليل ، فمن مفاريده :
حدثنا الحسين بن عبد الله بن سعيد ، ثنا القاضي حمزة بن الحسن ، ثنا الأشناني ، ثنا أحمد بن علي الخراز ، قال : سمعت ، يقول : سمعت أحمد بن أبي الحواري أبا سليمان الداراني ، يقول : حدثني شيخ بساحل دمشق يقال له : علقمة بن يزيد بن سويد الأزدي ، حدثني أبي ، عن جدي سويد بن الحارث ، قال : وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة من قومي ، فلما دخلنا عليه وكلمناه فأعجبه ما رأى من سمتنا وزينا ، فقال : " ما أنتم ؟ " قلنا : مؤمنين ، ، فما حقيقة قولكم وإيمانكم ؟ " قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " إن لكل قول حقيقة سويد : فقلنا : خمس عشرة خصلة : خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها ، وخمس منها أمرتنا رسلك أن نعمل بها ، وخمس منها تخلقنا بها في الجاهلية فنحن عليها إلا أن تكره منها شيئا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تؤمنوا بها ؟ " قلنا : أمرتنا رسلك أن ، قال : " وما الخمس التي أمرتكم أن تعملوا بها ؟ " قلنا : أمرتنا رسلك أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت ، قال : " وما الخمس التي تخلقتم بها أنتم في الجاهلية ؟ " قلنا : نقول : لا إله إلا الله ، ونقيم الصلاة ، ونؤتي الزكاة ، ونصوم رمضان ، ونحج البيت من استطاع إليه سبيلا ، الشكر عند الرخاء ، والصبر عند البلاء ، والصدق في مواطن اللقاء ، والرضى بمر القضاء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " علماء حكماء كادوا من صدقهم أن يكونوا أنبياء " والصبر عند شماتة الأعداء .
أخبرنا الشيخ أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد - قراءة عليه وأنا أسمع - قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ - قراءة عليه - هذا الحديث بإسناده ، ثم قال صلى الله عليه وسلم في آخر هذا الحديث : " وأنا أزيدكم خمسا فتتم لكم عشرون خصلة : إن كنتم كما تقولون ، ولا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غدا زائلون ، واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون ، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه [ ص: 280 ] تخلدون " ، قال فلا تجمعوا ما لا تأكلون أبو سليمان : قال لي علقمة بن يزيد : فانصرف القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظوا وصيته وعملوا بها ، ولا والله ما بقي من أولئك النفر ولا من أولادهم أحد غيري ، وما بقي إلا أياما قلائل ثم مات ، وهذا الحديث بهذا السياق مجموعا لم نكتبه إلا من حديث أبي سليمان ، تفرد به عنه . أحمد بن أبي الحواري