أخبرني - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن عبد الله الرازي عبد الواحد بن بكر ، قال : سمعت أبا عمر الأنماطي ، يقول : سمعت أحمد بن عمر الخلقاني ، يقول : خرج معي سري السقطي يوم العيد من المسجد ، فلقي رجلا جليلا ، [ ص: 124 ] فسلم عليه سلاما ناقصا ، فقلت له : إن هذا فلان ، قال : قد عرفته ، قلت : فلم نقصته في السلام ؟ قال : لأنه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إذا التقى المسلمان قسمت بينهما مائة رحمة تسعون لأبشهما " ، فأردت أن يكون معه الأكثر .
أخبرنا جعفر بن محمد - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت الجنيد ، يقول : ما أرى لي على أحد فضلا ، قيل : ولا على المخنثين ؟ قال : ولا على المخنثين ، قال : وسمعت السري ، يقول : " " . إذا فاتني جزء من وردي لا يمكنني أن أقضيه أبدا
حدثني محمد بن الحسين بن موسى ، قال : سمعت الفضل بن حمدان ، يقول : سمعت ، يقول : سمعت علي بن عبد الحميد الغضائري السري ، يقول : ، من لم يعرف قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم . ومن هانت عليه المصائب أحرز ثوابها
قال : وسمعته يقول : . اجعل فقرك إلى الله تستغن به عمن سواه
قال : وسمعته يقول : ، ولسانك ترجمان قلبك ، ووجهك مرآة قلبك ، يتبين على الوجه ما تضمر القلوب . الأدب ترجمان العقل
وقال : : قلب مثل الجبل لا يزيله شيء ، وقلب مثل النخلة أصلها ثابت والريح تميلها ، وقلب كالريشة يميل مع الريح يمينا وشمالا . وقال : أقوى القوة غلبتك نفسك ، ومن عجز عن أدب نفسه كان من أدب غيره أعجز ، ومن أطاع من فوقه أطاعه من دونه . وقال : لا تصرم أخاك على ارتياب ، ولا تدعه دون استعتاب ، ومن القلوب ثلاثة القيام بحقوق الله وإيثاره على النفس فيما أمكنت فيه القدرة ، ومن علامة المعرفة بالله العمى عن عيوب النفس ، ومن قلة الصدق كثرة الخطأ . وخير الرزق ما سلم من خمسة : من الآثام في الاكتساب ، والمذلة في الخضوع في السؤال ، والغش في الصناعة ، وإثبات آلة المعاصي ، ومعاملة الظلمة . علامة الاستدراج : البكاء على الذنوب ، وإصلاح العيوب ، وطاعة علام الغيوب ، وجلاء الرين عن القلوب ، وألا تكون لما تهوى ركوبا ، وقال : وأحسن الأشياء خمسة : الخوف من الله وحده ، والرجاء [ ص: 125 ] من الله وحده ، والحب لله وحده ، والحياء من الله وحده ، والأنس بالله وحده . خمسة أشياء لا يسكن في القلب معها غيرها
أخبرنا جعفر بن محمد - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت الجنيد ، يقول : سمعت السري ، يقول : " ، وإذا ابتدأ بكتبه الحديث ثم تنسك نفذ ، وقال إذا ابتدأ الإنسان ثم كتب الحديث فتر السري : ، ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه ، قال : وسمعت لن يحمد رجل حتى يؤثر دينه على شهوته ، يقول : كنت أعود الجنيد بن محمد السري في كل ثلاثة أيام عيادة السنة ، فدخلت عليه وهو يجود بنفسه ، فجلست عند رأسه ، فبكيت وسقط من دموعي على خده ، ففتح عينيه ونظر إلي ، فقلت له : أوصني ، فقال : ، لا تصحب الأشرار " . ولا تشتغل عن الله بمجالسة الأخيار
أخبرنا جعفر - في كتابه - وحدثني عنه عثمان بن محمد العثماني ، قال : قال : سمعت ، يقول : سمعت الجنيد بن محمد السري ، يقول : " " . من عرف السبب انقطع عن الطلب
أخبرنا جعفر - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ، قال : حدثني الجنيد ، قال : سمعت السري ، يقول - وقد ذكر له - فقال : " أكلهم أكل المرضى ، ونومهم نوم الغرقى " . أهل الحقائق من العباد
أخبرنا جعفر - في كتابه - وحدثني عنه محمد ، حدثني الجنيد ، قال : سمعت السري ، يقول : " خفيت علي علة ثلاثين سنة ، وذلك أنا ، فمات رجل من جيراننا يوم جمعة ، فأحببت أن أشيع جنازته ، فشيعتها وأضحيت عن وقتي ، ثم جئت أريد الجمعة ، فلما أن قربت من المسجد قالت لي نفسي : الآن يرونك وقد أضحيت وتخلفت عن وقتك ، فشق ذلك علي ، فقلت لنفسي : أراك مرائية منذ ثلاثين سنة وأنا لا أدري ، فتركت ذلك المكان الذي كنت آتيه ، فجعلت أصلي في أماكن مختلفة ؛ لئلا يعرف مكاني هذا أو نحوه ، قال : وسمعت كنا جماعة نبكر إلى الجمعة ، ولنا أماكن قد عرفت بنا لا نكاد أن نخلو عنها السري ، وكان يعجب بهذا ، ويقول :
ما في النهار ولا في الليل لي فرح فما أبالي أطال الليل أم قصرا
" .سمعت أبي يقول : سمعت أبا عبد الله المقرئ بالكوفة - يقول : قال [ ص: 126 ] السري بن المغلس : قال رجل لديراني : ما بالكم تعجبكم الخضرة ؟ فقال : " ، فإذا نظرت إلى الخضرة عاد إليها نسيم الحياة " . إن القلوب إذا غاصت في بحار الفكرة غشيت الأبصار
حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ، قال : سمعت ، يقول : سمعت أبي ، يقول : سمعت أبا بكر بن الباقلاني السري ، يقول : " " . لا يقوى على ترك الشهوات إلا من ترك الشبهات
أخبرنا جعفر بن محمد - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت ، يقول : سمعت الجنيد بن محمد السري ، يقول : " إني إذا نزلت أريد صلاة الجماعة أذكر مجيء الناس إلي ، فأقول : ، قال : وسمعت اللهم هب لهم عبادة يجدون لذتها تشغلهم بها عني السري ، وقد ذكر الناس ، قال : لا تعمل لهم شيئا ، ولا تترك لهم شيئا ، ولا تكشف لهم عن شيء ، يريد بهذا القول أن تكون أعمالك كلها لله - عز وجل - قال : وسمعته يقول : " . كل من ذكرني بسوء فهو في حل إلا رجلا تعمدني بشيء هو يعلم مني خلافه
قال : وحدثني الجنيد ، قال : سمعت الحسن البزاز ، يقول : " كان هاهنا ، وكان أحمد بن حنبل هاهنا ، وكنا نرجو أن يحفظنا الله بهما ، ثم إنهما ماتا وبقي بشر بن الحارث السري ، بالسري " قال : وسمعت وإني أرجو أن يحفظنا الله أبا علي الحسن البزاز ، يقول : سألت عن أبا عبد الله أحمد بن حنبل السري بعد قدومه من الثغر ، فقال أبو عبد الله : أليس الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء ؟ قلت : بلى ، قال : هو على سيره عندنا قبل أن يخرج ، وقد كان السري يعرف بطيب الغذاء وتصفية القوت ، وشدة الورع ، حتى انتشر ذلك عنه ، وبلغ ذلك ، فقال : أبا عبد الله أحمد بن حنبل . الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء
قال : وحدثني الجنيد ، قال : كان السري يقول لنا ونحن حوله : " أنا لكم عبرة ، يا معشر الشباب ، ، وكان إذا جن عليه الليل دافع أوله ، ثم دافع ، ثم دافع ، فإذا غلبه الأمر أخذ في النحيب والبكاء " قال : وسمعت اعملوا فإنما العمل في الشبوبية السري ، يقول : ، ولا أحسبني إلا منهم . وسمعت [ ص: 127 ] من الناس ناس لو مات نصف أحدهم ما انزجر النصف الآخر السري ، وذكر له شيء من الحديث ، فقال : ليس من زاد القبر .
أسند وسمع من الأعلام ، والمشاهير ، وامتنع من التحديث ، ولم يخرج له كثير حديث ، روى عن هشيم ، ، وسفيان بن عيينة ومروان بن معاوية ، ومحمد بن فضيل بن غزوان في آخرين .
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد ، ثنا أبو عبد الله محمد بن عبيد - تلميذ بشر بن الحارث - ثنا ، ثنا السري بن مغلس السقطي هشيم ، ثنا عبد الله بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أبي هريرة يمينك على ما يصدقك به صاحبك " .
حدثنا ، ثنا محمد بن علي بن سهل محمد بن الفضل بن جابر ، ثنا ، السري بن مغلس ، قالا : ثنا وداود بن عمرو ، عن مروان بن معاوية عبد الواحد بن أيمن المكي ، عن عبيد بن رفاعة ، عن أبيه ، قال : أحد وانكفأ الكفار والمشركون ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " استووا حتى أثني على ربي " ، فقال : " ، ولا باسط لما قبضت اللهم لك الحمد كله ، لا قابض لما بسطت " ، وذكر الدعاء ، وحدثت عن لما كان يوم الحسن بن علي بن شهريار : قال : حدثني السري بن المغلس ، ثنا ، عن سفيان بن عيينة مجالد ، عن : " أن الشعبي قدمت على أخيها فاطمة بنت قيس " فذكر حديث الجساسة . الضحاك بن قيس
وحدثت عن الحسن بن علي ، ثنا ، ثنا السري بن مغلس ابن فضيل ، عن ، عن مختار بن فلفل ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أنس بن مالك لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا : هذا الله خلق الخلق فمن خلقه " ؟
وحدثت عن الحسن بن علي ، ثنا ، ثنا السري بن مغلس ، عن عبد الله بن ميمون عبيد الله ، عن نافع ، عن ، قال : " ابن عمر خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قابض على شيئين ، فقال : " هذا كتاب من الله " وذكر الحديث ، قال الشيخ : إيراد ذكر من أخلصهم الله تعالى بخالص ذكره ، وأمدهم بمواد بره ، فأطلعهم على مكنون سره ، يكثر ويطول ، لأن للحق تبارك وتعالى في كل قرن وعصر سباقا مشمرين للسباق لما أسمعهم من لذيذ خطابه إذ [ ص: 128 ] يقول تعالى : ( فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا ) وقد تقدم في استيعاب أسامي بعضهم : أبو سعد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي - في كتابه المترجم " بطبقات النساك " - فكفى من بعده ممن يعتني بذكرهم وتسميتهم ، وسئلت إيراد تسمية بعضهم بأساميهم مجردا من ذكر أحوالهم وأقوالهم ، مقتصرا عليه ، فاستعنت بالله سبحانه وتعالى ، ذاكرا أسامي بعضهم ؛ ليجمع كتابي ذكرهم ، وهو خير المعين ، وبه الحول والقوة .