ومنهم - كان للأثقال حمولا - وعن القواطع ذبولا ، وكان للحكمة من غير أهلها صائنا وللمدعين والمتكسبين بها شائنا . أبو محمد الجريري
سمعت محمد بن الحسين يقول : سمعت أبا محمد الراسبي ، يقول : سمعت يقول : رأيت في النوم كأن قائلا يقول لي : لكل شيء عند الله حق ، ومن أعظم الحقوق عند الله حق الحكمة فمن أبا [ ص: 348 ] محمد الجريري طالبه الله بحقها ، ومن طالبه الله بحقها خصم . وضع الحكمة في غير أهلها
سمعت محمد بن موسى يقول : سمعت علي بن سعيد يقول : سمعت أحمد بن عطاء يقول : قيل لأبي محمد الجريري : متى يسقط عن العبد ثقل المعاملة ؟ فقال : هيهات ما منها بد ، ولكن يقع الحمل فيها ، وكان يقول : ثلاثة : ملكه الظاهر ، ثم تدبيره في ملكه ، ثم كلامه الذي يستوفي كل شيء . أدل الأشياء على الله
سمعت محمد بن موسى يقول : سمعت أبا الحسين الفارسي يقول : سمعت يقول : أبا محمد الجريري : الاكتفاء والاتقاء والاحتماء ، فمن اكتفى بالله صلحت سريرته ومن اتقى ما نهي عنه استقامت سيرته ، ومن احتمى ما لم يوافقه ارتاضت طبيعته ، فثمرة الاكتفاء صفو المعرفة ، وعاقبة الاتقاء حسن الخليقة ، وغاية الاحتماء اعتدال الطبيعة . قوام الأديان ودوام الإيمان وصلاح الأبدان في خلال ثلاث
وقال : من توهم أن عملا من أعماله يوصله إلى مأموله الأعلى والأدنى فقد ضل عن طريقه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبو محمد الجريري لن ينجي أحدا منكم عمله " ، فما لا ينجي من المخوف كيف يبلغ إلى المأمول ؟ ومن صح اعتماده على فضل الله فذلك الذي يرجى له الوصول .
سمعت محمد بن الحسين يقول : سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الطبري يقول : قال رجل لأبي محمد الجريري : كنت على بساط الأنس ففتح لي الطريق إلى البسط فزللت زلة فحجبت عن مقامي فكيف السبيل إليه ؟ دلني على الوصول إلى ما كنت عليه ، فبكى أبو محمد وقال : يا أخي ، الكل في قهر هذه لخطة لكن أنشدك أبياتا لبعضهم ، فأنشأ يقول :
قف بالديار فهذه آثارهم تبكي الأحبة حسرة وتشوقا كم قد وقفت بها أسائل مخبرا
عن أهلها أو صادقا أو مشفقا فأجابني داعي الهوى في رمسها
فارقت من تهوى فعز الملتقى