حدثنا عبد الله بن جعفر  ، ثنا  يونس بن حبيب  ، ثنا  أبو داود  ، ثنا شعبة  ، أخبرني أبو حمزة  ، قال : سمعت إياس بن قتادة  يحدث عن قيس بن عباد  ، قال : قدمت المدينة  للقاء أصحاب محمد  صلى الله عليه وسلم ، فلم يكن فيهم أحد أحب إلي لقاء من  أبي بن كعب    : فقمت في الصف الأول فخرج ، فلما صلى حدث ، فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه ، فسمعته يقول : هلك أهل العقد ورب الكعبة  ، قالها ثلاثا ، هلكوا وأهلكوا ، أما إني لا آسى عليهم ، ولكني آسى على من يهلكون من المسلمين   . 
رواه أبو مجلز  عن قيس بن عباد  مثله . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد  ، ثنا أحمد بن عصام  ، ثنا يوسف بن يعقوب  ، ثنا سليمان التيمي  ، عن أبي مجلز  ، عن قيس بن عباد  ، قال : بينما أنا أصلي في مسجد المدينة  في الصف المقدم إذ جاء رجل من خلفي فجذبني جذبة فنحاني وقام مقامي ، فلما سلم التفت إلي فإذا هو  أبي بن كعب  ، فقال : يا فتى لا يسؤك الله ، إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا . ثم استقبل القبلة ، فقال : هلك أهل العقدة ورب الكعبة  ، لا آسى عليهم - ثلاث مرار - أما والله ما عليهم آسى ، ولكن آسى على من أضلوا   . 
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن  ، ثنا  بشر بن موسى  ، ثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني  ، ثنا  عبد الله بن المبارك  ، عن  الربيع بن أنس  ، عن أبي العالية  ، عن  أبي   [ ص: 253 ] بن كعب  رضي الله عنه قال : عليكم بالسبيل والسنة ، فإنه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن عز وجل ففاضت عيناه من خشية الله عز وجل فتمسه النار  ، وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من مخافة الله عز وجل إلا كان مثله كمثل شجرة يبس ورقها ، فبينا هي كذلك إذ أصابتها الريح فتحاتت عنها ورقها ، إلا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها ، وإن اقتصادا في سبيل الله وسنته خير من اجتهاد في خلاف سبيل الله وسنته . فانظروا أعمالكم فإن كانت اجتهادا أو اقتصادا أن تكون على منهاج الأنبياء وسنتهم   . 
حدثنا  أبو عمرو بن حمدان  ، ثنا  الحسن بن سفيان  ، ثنا علي بن الحسن بن سليمان  ، ثنا أبو خالد  ، عن المغيرة بن مسلم  ، عن  الربيع بن أنس  ، عن أبي العالية    . قال : قال رجل لأبي بن كعب    : أوصني ، قال : اتخذ كتاب الله إماما ، وارض به قاضيا وحكما  فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم ، شفيع مطاع ، وشاهد لا يتهم . فيه ذكركم وذكر من قبلكم ، وحكم ما بينكم ، وخبركم وخبر ما بعدكم   . 
				
						
						
