حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا علي بن المنذر ، ثنا ، ثنا عثمان بن سعيد محمد بن عبد الله أبو رجاء الحبطي من أهل تستر ، ثنا ، عن شعبة بن الحجاج أبي إسحاق الهمداني ، عن الحارث ، قال : علي ابنه الحسن [ ص: 36 ] عن أشياء من أمر المروءة ، فقال : يا بني ما السداد ؟ قال :يا أبت ، قال : فما الشرف ؟ قال : اصطناع العشيرة ، وحمل الجريرة ، قال : السداد دفع المنكر بالمعروف ؟ قال : العفاف وإصلاح المال ، قال : فما الرأفة ؟ قال : النظر في اليسير ومنع الحقير ، قال : فما اللؤم ؟ قال : إحراز المرء نفسه وبذله عرسه ، قال : فما المروءة ؟ قال : البذل في العسر واليسر ، قال : فما الشح ؟ قال :أن ترى ما في يديك شرفا ، وما أنفقته تلفا ، قال : فما الإخاء ؟ قال : المواساة في الشدة والرخاء ، قال : فما السماح ؟ قال : الجرأة على الصديق ، والنكول عن العدو ، قال : فما الغنيمة ؟ قال : الرغبة في التقوى ، والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة ، قال : فما الجبن ؟ قال : كظم الغيظ وملك النفس ، قال : فما الغنى ؟ قال : فما الحلم ، وإنما الغنى غنى النفس ، قال : فما الفقر ؟ قال : شره النفس في كل شيء ، قال : فما المنعة ؟ قال : شدة البأس ومنازعة أعزاء الناس ، قال : فما الذل ؟ قال : الفزع عند المصدوقة ، قال : فما العي ؟ قال : العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطبة ، قال : فما الجرأة ؟ قال : موافقة الأقران ، قال : فما الكلفة ؟ قال : كلامك فيما لا يعنيك ، قال : فما المجد ؟ قال :أن تعطي في العزم وتعفو عن الجرم ، قال : فما العقل ؟ قال : حفظ القلب كلما استوعيته ، قال : فما الخرق ؟ قال : معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك ، قال : فما السناء ؟ قال : إتيان الجميل وترك القبيح ، قال : فما الحزم ؟ قال : طول الأناة والرفق بالولاة ، قال : فما السفه ؟ قال : اتباع الدناة ومصاحبة الغواة ، قال : فما الغفلة ؟ قال : ترك المجد وطاعتك المفسد ، قال : فما الحرمان ؟ قال : تركك حظك وقد عرض عليك ، قال : فما السيد ؟ قال : الأحمق في ماله والمتهاون في عرضه يشتم فلا يجيب والمتحزن بأمر عشيرته هو السيد ، فقال رضى النفس بما قسم الله تعالى لها وإن قل علي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ، ولا مال أعود من العقل " لا فقر أشد من الجهل . سأل