158 - أسماء بنت عميس
ومنهن مهاجرة الهجرتين ، ومصلية القبلتين ، المعروفة بالبحرية الحبشية ، أليفة النجائب وكريمة الحبائب ، عقد عليها أسماء بنت عميس الخثعمية جعفر الطيار وخلف عليها بعده الصديق سابق الأخيار ، ومات عنها الوصي علي سيد الأبرار .
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة ، ثنا أحمد بن علي ، وأحمد بن زهير ، قالا : ثنا أبو كريب ، ثنا أبو أسامة ، عن بريد ، عن أبي بردة ، عن ، قال : أبي موسى الأشعري خيبر ، فأسهم لنا ، أو قال : فأعطانا منها ، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر شيئا إلا لمن شهد معنا - أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه - قسم لها معهم ، فكان ناس من الناس يقولون لنا - يعني أهل السفينة - : سبقناكم بالهجرة ، قال : ودخلت قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوافقناه حين فتح ، فقال لها - أسماء بنت عميس عمر : هذه الحبشية البحرية ، قالت أسماء : نعم ، فقال - عمر : سبقناكم بالهجرة نحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فغضبت ، وقالت كلمة ، كلا والله ، كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ، ويعظ جاهلكم ، وكنا في دار - أو أرض - البعداء والبغضاء في الحبشة ، وذلك في الله ورسوله ، وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنحن كنا نؤذى ونخاف ، وسأذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأسأله ، والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك ، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت : يا نبي الله إن - عمر قال كذا وكذا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما قلت له ؟ " قالت : قلت كذا وكذا ، قال : ليس بأحق بي منكم ، له ولأصحابه هجرة واحدة ، ولكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان " ، قالت : فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب [ ص: 75 ] السفينة يأتوني أرسالا يسألوني عن هذا الحديث ، ما من الدنيا شيء هم أفرح به ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أبو بردة : قالت أسماء : فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد مني هذا الحديث : ولكم الهجرة مرتين : هاجرتم إلى ، وهاجرتم إلي النجاشي " .
حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن علي الصائغ ، ثنا ابن أبي عمر ، ثنا سفيان ، عن إسماعيل ، عن قيس ، قال : قال - عمر : سبقناكم ، فقالت : أجل ، والله لقد سبقتونا بالهجرة ، وكنا عند الجفاة العداة ، وكنتم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم جاهلكم ، ويفقه عالمكم ، ويأمركم بمعالي الأخلاق . لأسماء بنت عميس
حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ورواه الأجلح عن عن الشعبي أسماء نحوه ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن يحيى بن العلاء الرازي ، عن عمه شعيب بن خالد ، عن حنظلة بن سمرة بن المسيب بن نجبة ، عن أبيه ، عن جده ، عن ، قال : ابن عباس فاطمة عليا ، دخل ، فلما رآه النساء وثبن وبينهن وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم سترة ، فتخلفت أسماء بنت عميس ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : كما أنت على رسلك من أنت ؟ قالت : التي أحرس ابنتك فإن الفتاة ليلة يبنى بها لا بد لها من امرأة تكون قريبة منها إن عرضت لها حاجة أو أرادت شيئا أفضت بذلك إليها ، قال : فإني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم " ، قال لما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأخبرتني ابن عباس أسماء أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فلم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحدا حتى توارى في حجرته .
حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا زياد بن أيوب ، ثنا أبو زكريا يحيى بن أبي زائدة ، أخبرني أبي وإسماعيل بن أبي خالد ، عن قال : الشعبي علي رضي الله تعالى عنه بعد أسماء بنت عميس أبي بكر ، فتفاخر ابناها تزوج ، محمد بن أبي بكر ، فقال كل واحد منهما : أنا خير منك وأبي [ ص: 76 ] خير من أبيك ، فقال وعبد الله بن جعفر علي لأسماء : اقض بينهما ، فقالت لابن جعفر : أما أنت يا بني فما رأيت شابا من العرب كان خيرا من أبيك ، وأما أنت يا بني فما رأيت كهلا من العرب كان خيرا من أبيك ، فقال لها علي : ما تركت لنا شيئا ، ولو قلت غير هذا لمقتك ، فقالت : والله إن ثلاثة أنت أخسهم لأخيار .