حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، قال : ثنا عبد الملك بن محمد بن عدي ، قال : ثنا صالح بن علي النوفلي ، قال : ثنا عبد الوهاب بن نجدة ، قال : ثنا ، عن إسماعيل بن عياش شرحبيل الخولاني ، قال : بينا الأسود بن قيس بن ذي الحمار [ ص: 129 ] العنسي باليمن فأرسل إلى أبي مسلم ، فقال له : أتشهد أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - رسول الله ؟ قال : نعم ، قال : فتشهد أني رسول الله ؟ قال :ما أسمع ، قال : فأمر بنار عظيمة فأججت وطرح فيها أبو مسلم فلم تضره ، فقال له أهل مملكته : إن تركت هذا في بلدك أفسدها عليك ، فأمره بالرحيل فقدم المدينة وقد قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستخلف أبو بكر ، فعقل راحلته على باب المسجد وقام إلى سارية من سواري المسجد يصلي إليها ، فبصره به - رضي الله تعالى عنه - فأتاه فقال : من أين الرجل ؟ قال : من عمر بن الخطاب اليمن ، قال : فما فعل عدو الله بصاحبنا الذي حرقه بالنار فلم تضره ، قال : ذاك عبد الله بن ثوب ، قال : نشدتك بالله أنت هو ؟ قال : اللهم نعم ، قال : فقبل ما بين عينيه ثم جاء به حتى أجلسه بينه وبين أبي بكر ، وقال : الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى أراني محمد - صلى الله عليه وسلم - من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الرحمن - عليه السلام - قال في أمة الحوطي : قال إسماعيل : فأنا أدركت قوما من المدادين الذين مدوا من اليمن يقولون لقوم عن عنس : صاحبكم الذي حرق صاحبنا بالنار فلم تضره .
أخبرنا ثابت بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا عبد الملك مثله والسياق له .
حدثنا محمد بن حيان ، قال : ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا ضمرة ، عن بلال بن كعب العكي ، قال : بأبي مسلم الخولاني فيقول له الصبيان : ادع الله يحبسه علينا نأخذه بأيدينا ، فكان يدعو الله عز وجل فيحبسه حتى يأخذوه بأيديهم . كان الظبي يمر
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ، قال : ثنا ، قال : ثنا أبو زرعة سعيد بن أسد ، قال : ثنا ضمرة ، عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، قال : كان إذا انصرف إلى منزله من المسجد كبر على باب منزله فتكبر امرأته ، فإذا كان في صحن داره [ ص: 130 ] كبر فتجيبه امرأته ، وإذا بلغ باب بيته كبر فتجيبه امرأته ، فانصرف ذات ليلة فكبر عند باب داره فلم يجبه أحد ، فلما كان في الصحن كبر فلم يجبه أحد ، فلما كان عند باب بيته كبر فلم يجبه أحد ، وكان إذا دخل بيته أخذت امرأته رداءه ونعليه ثم أتته بطعامه ، قال : فدخل البيت فإذا البيت ليس فيه سراج ، وإذا امرأته جالسة في البيت منكسة تنكت بعود معها ، فقال لها : ما لك ؟ قالت : أنت لك منزلة من أبو مسلم الخولاني معاوية وليس لنا خادم فلو سألته فأخدمنا وأعطاك ، فقال : ، قال : وقد جاءتها امرأة قبل ذلك ، فقالت لها : زوجك له منزلة من اللهم من أفسد علي امرأتي فأعم بصرها معاوية فلو قلت له يسأل معاوية يخدمه ويعطيه عشتم ، قال : فبينا تلك المرأة جالسة في بيتها إذ أنكرت بصرها ، فقالت : ما لسراجكم طفئ ؟ قالوا : لا ، فعرفت ذنبها ، فأقبلت إلى أبي مسلم تبكي وتسأله أن يدعو الله عز وجل لها أن يرد عليها بصرها ، قال : فرحمها أبو مسلم فدعا الله لها فرد عليها بصرها .