حدثنا حبيب بن الحسن  ، ثنا عمر بن حفص السدوسي  ، ثنا عاصم بن علي  ، ثنا أبو معشر  ، عن يعقوب بن زيد بن طحلان  ، عن زيد بن أسلم  ، عن  أنس بن مالك  ، قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا رجلا ونكايته في العدو ، واجتهاده في الغزو ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أعرف هذا ، قالوا : بلى يا رسول الله ، نعته كذا وكذا ، قال : ما أعرف هذا ، قال : فما زالوا ينعتونه ، قال : لا أعرف هذا حتى طلع الرجل ، فقالوا : هو هذا يا رسول الله ، فقال : ما كنت أعرف هذا ، هذا أول قرن رأيته في أمتي فيه سعفة من الشيطان ، فجاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله : نشدتك بالله هل حدثت نفسك حين طلعت علينا أنه ليس في المجلس خير منك ، قال : اللهم نعم ، قال : ثم دخل المسجد يصلي : فقال   [ ص: 227 ] لأبي بكر    : قم فاقتله ، فدخل أبو بكر  فوجده قائما يصلي ، فقال في نفسه : إن للمصلي حقا فلو أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : قتلت الرجل ؟ فقال : لا ؛ رأيته قائما يصلي ورأيت للصلاة حقا وحرمة وإن شئت أقتله قتلته ، فقال : لست بصاحبه قال : اذهب أنت يا عمر  فاقتله ، قال : فدخل - عمر  المسجد فإذا هو ساجد فانتظره طويلا حتى يرفع رأسه فيقتله فلم يرفع رأسه ، ثم قال في نفسه : إن للسجود حقا فلو أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله فقد استأمره من هو خير مني ، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : قتلته ؟ قال : لا ؛ رأيته ساجدا ورأيت للسجود حرمة وحقا وإن شئت يا رسول الله أن أقتله قتلته ، قال : لست بصاحبه ، قم أنت يا علي  فاقتله أنت صاحبه إن وجدته ، قال : فدخل فلم يجده فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو قتل اليوم ما اختلف رجلان من أمتي حتى يخرج الدجال ، ثم حدثهم عن الأمم . فقال : تفرقت أمة موسى  عليه السلام على إحدى وسبعين ملة منهم في النار سبعون وواحدة في الجنة ، وتفرقت أمة عيسى  عليه السلام على اثنتين وسبعين ملة فرقة منها في الجنة وسبعون في النار ، وتعلو أمتي على الفرقتين جميعا بملة واحدة في الجنة ، وثنتان وسبعون منها في النار ، قالوا : من هم يا رسول الله ، قال : الجماعات الجماعات  ، قال يعقوب    : كان علي  رضي الله عنه إذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا فيه قرآنا : ( ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم    ) إلى قوله : ( منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون    ) ، وتلا أيضا : ( وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون    ) . هذا حديث غريب من حديث زيد  ، عن أنس  لم نكتبه إلا من حديث أبي معشر  ، عن يعقوب  ، وقد رواه عن أنس  عدة قد ذكرناهم في غير هذا الموضع . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا أبو حفص القافلائي  ، ثنا عبد الله بن شبيب  ، ثنا   [ ص: 228 ] يحيى بن محمد الجاري  ، عن  عبد الرحمن بن زيد بن أسلم  ، عن أبيه ، عن  أنس بن مالك  ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من رغب عن سنتي فليس مني  ، هذا حديث غريب من حديث زيد  تفرد يحيى الجاري  ، وهو مدني سكن الجار من الساحل . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم القطان المقرئ  ، ثنا سعيد بن أبي مريم  ، ثنا  أبو غسان محمد بن مطرف  ، حدثني زيد بن أسلم  ، عن أبيه ، عن  عمر بن الخطاب  رضي الله تعالى عنه ، قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبيا في السبي فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟ قلنا : لا والله ، وهي تقدر أن لا تطرحه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أرحم بعباده من المرأة بولدها  ، هذا حديث متفق عليه ، أخرجه  البخاري  في صحيحه عن سعيد بن أبي مريم  ، وأخرجه  مسلم  عن الحلواني  ، ومحمد بن سهل بن عسكر  ، عن سعيد    . 
حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عوف  ، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير  ، ثنا أبي ، عن هشام بن سعد  ، عن زيد بن أسلم  ، عن  عمر بن الخطاب  رضي الله تعالى عنه : أن رجلا كان يلقب حمارا وكان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم العكة من السمن والعكة من العسل  ، فإذا جاء صاحبه يتقاضاه جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أعط هذا ثمن متاعه ، فما يزيد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبتسم ويأمر به فيعطى ، فجيء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شرب الخمر ، فقال رجل : اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوه فإنه يحب الله ورسوله ، صحيح ثابت أخرجه  البخاري  في صحيحه عن يحيى بن بكير  ، عن الليث  ، عن خالد بن زيد  ، عن  سعيد بن أبي هلال  ، عن زيد بن أسلم  ، وعليه عول جماعة الموحدين من أن المعاصي لا تخرج صاحبها من الإيمان إذ   [ ص: 229 ] شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يحب الله ورسوله . 
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد  ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي  ، ثنا  يزيد بن هارون  ، أخبرنا محمد بن مطرف  ، عن زيد بن أسلم  ، عن  عطاء بن يسار  ، عن  أبي هريرة  رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا من الجنة كلما غدا أو راح  ، هذا حديث صحيح متفق عليه ، رواه  البخاري  عن علي بن عبد الله  ، ورواه  مسلم  عن أبي بكر   وأبي خيثمة  جميعا عن  يزيد بن هارون    . 
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عيسى الأديب  ، ثنا عمير بن مرداس  ، ثنا محمد بن بكير  ، ثنا القاسم بن عبد الله العمري  ، عن زيد بن أسلم  ، عن  عطاء بن يسار  ، عن  أبي هريرة  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : براءة من الكبر لبوس الصوف  ، ومجالسة فقراء المسلمين ، وركوب الحمار ، واعتقال العنز أو قال البعير . الشك من محمد بن بكير  ، هذا حديث غريب لم نسمعه مرفوعا إلا من حديث القاسم  ، عن زيد  ، ورواه  وكيع بن الجراح  ، عن  خارجة بن مصعب  ، عن زيد  مرسلا . 
				
						
						
