المسألة الثالثة : قد بينا فيما تقدم معنى التربص، وبينا الفائدة في قوله : ( بأنفسهن    ) ، وبينا أن هذا وإن كان خبرا إلا أن المقصود منه هو الأمر، وبينا الفائدة في العدول عن لفظ الأمر إلى لفظ الخبر . 
المسألة الرابعة : قوله : ( وعشرا    ) مذكور بلفظ التأنيث مع أن المراد عشرة أيام، وذكروا في العذر عنه وجوها : 
الأول : تغليب الليالي على الأيام ؛ وذلك أن ابتداء الشهر يكون من الليل، فلما كانت الليالي هي الأوائل غلبت؛ لأن الأوائل أقوى من الثواني، قال  ابن السكيت    : يقولون : صمنا خمسا من الشهر، فيغلبون الليالي على الأيام، إذ لم يذكروا الأيام، فإذا أظهروا الأيام قالوا : صمنا خمسة أيام . 
الثاني : أن هذه الأيام أيام الحزن والمكروه، ومثل هذه الأيام تسمى بالليالي على سبيل الاستعارة، كقولهم : خرجنا ليالي الفتنة، وجئنا ليالي إمارة الحجاج    . 
والثالث ذكره  المبرد    : وهو أنه إنما أنث العشر لأن المراد به المدة، معناه : وعشر مدد، وتلك المدة كل مدة منها يوم وليلة . 
الرابع : ذهب بعض الفقهاء إلى ظاهر الآية، فقال : إذا انقضى لها أربعة أشهر وعشر ليال حلت للأزواج،  فيتأول العشرة بالليالي، وإليه ذهب الأوزاعي   وأبو بكر الأصم    . 
				
						
						
