الفصل السادس
في الصفات الإضافية مع السلبية
اعلم أن " الأول " هو الذي يكون سابقا على غيره ، ولا يسبقه غيره ، فكونه سابقا على غيره إضافة وقولنا إنه لا يسبقه غيره فهو سلب ، فلفظ " الأول " يفيد حالة متركبة من إضافة وسلب ، " والآخر " هو الذي يبقى بعد غيره ، ولا يبقى بعده غيره ، والحال فيه كما تقدم ، أما لفظ " الظاهر " فهو إضافة محضة ؛ لأن معناه كونه ظاهرا بحسب الدلائل ، وأما لفظ " الباطن " فهو سلب محض ؛ لأن معناه كونه خفيا بحسب الماهية .
ومن الأسماء الدالة على مجموع إضافة وسلب " القيوم " لأن هذا اللفظ يدل على المبالغة في هذا المعنى ، وهذه المبالغة تحصل عند اجتماع أمرين :
أحدهما : أن لا يكون محتاجا إلى شيء سواه البتة ، وذلك لا يحصل إلا إذا كان واجب الوجود في ذاته وفي جملة صفاته .
والثاني : أن يكون كل ما سواه محتاجا إليه في ذواتها وفي جملة صفاتها ، وذلك بأن يكون مبدأ لكل ما سواه ، فالأول سلب ، والثاني إضافة ومجموعهما هو القيوم .