(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48فاحكم بينهم بما أنزل الله ) يعني : فاحكم بين
اليهود بالقرآن والوحي الذي نزله الله تعالى عليك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ) وفيه مسائل :
المسألة الأولى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48ولا تتبع ) يريد ولا تنحرف ، ولذلك عداه بعن ، كأنه قيل : ولا تنحرف عما جاءك من الحق متبعا أهواءهم .
المسألة الثانية : روي
أن جماعة من اليهود قالوا : تعالوا نذهب إلى محمد صلى الله عليه وسلم لعلنا نفتنه عن دينه ، ثم دخلوا عليه وقالوا : يا محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود وأشرافهم ، وإنا إن اتبعناك اتبعك كل اليهود ، وإن بيننا وبين خصومنا حكومة فنحاكمهم إليك ، فاقض لنا ونحن نؤمن بك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
المسألة الثالثة : تمسك من طعن في
nindex.php?page=treesubj&link=28751_21376عصمة الأنبياء بهذه الآية وقال : لولا جواز المعصية عليهم وإلا لما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ) .
والجواب : أن ذلك مقدور له ولكن لا يفعله لمكان النهي ، وقيل : الخطاب له والمراد غيره .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ) يَعْنِي : فَاحْكُمْ بَيْنَ
الْيَهُودِ بِالْقُرْآنِ وَالْوَحْيِ الَّذِي نَزَّلَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْكَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ) وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48وَلَا تَتَّبِعْ ) يُرِيدُ وَلَا تَنْحَرِفْ ، وَلِذَلِكَ عَدَّاهُ بِعَنْ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : وَلَا تَنْحَرِفْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ مُتَّبِعًا أَهْوَاءَهُمْ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : رُوِيَ
أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْيَهُودِ قَالُوا : تَعَالَوْا نَذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّنَا نَفْتِنُهُ عَنْ دِينِهِ ، ثُمَّ دَخَلُوا عَلَيْهِ وَقَالُوا : يَا مُحَمَّدُ قَدْ عَرَفْتَ أَنَّا أَحْبَارُ الْيَهُودِ وَأَشْرَافُهُمْ ، وَإِنَّا إِنِ اتَّبَعْنَاكَ اتَّبَعَكَ كُلُّ الْيَهُودِ ، وَإِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خُصُومِنَا حُكُومَةً فَنُحَاكِمُهُمْ إِلَيْكَ ، فَاقْضِ لَنَا وَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : تَمَسَّكَ مَنْ طَعَنَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28751_21376عِصْمَةِ الْأَنْبِيَاءِ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَقَالَ : لَوْلَا جَوَازُ الْمَعْصِيَةِ عَلَيْهِمْ وَإِلَّا لَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ) .
وَالْجَوَابُ : أَنَّ ذَلِكَ مَقْدُورٌ لَهُ وَلَكِنْ لَا يَفْعَلُهُ لِمَكَانِ النَّهْيِ ، وَقِيلَ : الْخِطَابُ لَهُ وَالْمُرَادُ غَيْرُهُ .