المسألة الثالثة : احتج القائلون بأن بقوله تعالى بعد ذكر هؤلاء - عليهم السلام - : ( الأنبياء عليهم السلام أفضل من الملائكة وكلا فضلنا على العالمين ) وذلك لأن العالم اسم لكل موجود سوى الله تعالى ، فيدخل في لفظ العالم الملائكة ، فقوله تعالى : ( وكلا فضلنا على العالمين ) يقتضي كونهم أفضل من كل العالمين . وذلك يقتضي كونهم أفضل من الملائكة .
ومن الأحكام المستنبطة من هذه الآية : أن ؛ لأن عموم قوله تعالى : ( الأنبياء - عليهم السلام - يجب أن يكونوا أفضل من كل الأولياء وكلا فضلنا على العالمين ) يوجب ذلك . قال بعضهم : ( وكلا فضلنا على العالمين ) معناه فضلناه على عالمي زمانهم . قال القاضي : ويمكن أن يقال المراد : وكلا من الأنبياء يفضلون على كل من سواهم من العالمين . ثم الكلام بعد ذلك في [ ص: 55 ] أن أي الأنبياء أفضل من بعض كلام واقع في نوع آخر لا تعلق له بالأول . والله أعلم .
المسألة الرابعة : قرأ حمزة والكسائي "والليسع" بتشديد اللام وسكون الياء ، والباقون "واليسع" بلام واحدة . قال الزجاج : يقال فيه : الليسع واليسع بتشديد اللام وتخفيفها .