[ ص: 114 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين )
قوله تعالى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين ) في الآية مسائل :
المسألة الأولى : قرأ
نافع وابن كثير وأبو عمرو ( موهن ) بتشديد الهاء من التوهين(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18كيد ) بالنصب ، وقرأ
حفص عن
عاصم (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18موهن كيد ) بالإضافة ، والباقون(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18موهن ) بالتخفيف(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18كيد ) بالنصب ، ومثله قوله :(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=38كاشفات ضره ) [الزمر : 38] بالتنوين وبالإضافة .
المسألة الثانية : الكلام في ذلك ومحله من الإعراب كما في قوله :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=14ذلكم فذوقوه ) .
المسألة الثالثة : توهين الله تعالى كيدهم يكون بأشياء : بإطلاع المؤمنين على عوراتهم ، وإلقاء الرعب في قلوبهم ، وتفريق كلمتهم ، ونقض ما أبرموا بسبب اختلاف عزائمهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
ينبئ رسول الله ويقول : إني قد أوهنت كيد عدوك حتى قتلت خيارهم وأسرت أشرافهم .
أما
nindex.php?page=treesubj&link=28979_30780قوله تعالى :( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) ففيه قولان :
القول الأول : وهو قول
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد والسدي أنه خطاب للكفار ، روي أن
أبا جهل قال يوم
بدر : اللهم انصر أفضل الدينين وأحقه بالنصر ، وروي أنه قال : اللهم أينا كان أقطع للرحم وأفجر فأهلكه الغداة ، وقال
السدي : إن المشركين لما أرادوا الخروج إلى
بدر أخذوا أستار
الكعبة وقالوا اللهم انصر أعلى الجندين وأهدى الفئتين وأكرم الحزبين وأفضل الدينين ، فأنزل الله هذه الآية ، والمعنى : إن تستفتحوا أي تستنصروا لأهدى الفئتين وأكرم الحزبين فقد جاءكم النصر . وقال آخرون : إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء .
والقول الثاني : أنه خطاب للمؤمنين ، روي أنه عليه السلام لما رأى المشركين وكثرة عددهم استغاث بالله ، وكذلك الصحابة ، وطلب ما وعده الله به من إحدى الطائفتين وتضرع إلى الله فقال :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) والمراد أنه طلب النصرة التي تقدم بها الوعد ، فقد جاءكم الفتح ، أي حصل ما وعدتم به فاشكروا الله والزموا طاعته . قال القاضي : وهذا القول أولى لأن قوله :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19فقد جاءكم الفتح ) لا يليق إلا بالمؤمنين ، أما لو حملنا الفتح على البيان والحكم والقضاء لم يمتنع أن يراد به الكفار .
أما قوله :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وإن تنتهوا فهو خير لكم ) فتفسير هذه الآية يتفرع على ما ذكرنا من أن قوله :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) خطاب للكفار أو للمؤمنين .
فإن قلنا : إن ذلك خطاب للكفار ، كان تأويل هذه الآية : إن تنتهوا عن قتال الرسول وعداوته وتكذيبه فهو خير لكم ، أما في الدين فبالخلاص من العقاب والفوز بالثواب . وأما في الدنيا فبالخلاص من القتل والأسر والنهب .
[ ص: 115 ] ثم قال :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وإن تعودوا ) أي إلى القتل(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19نعد ) أي نسلطهم عليكم ، فقد شاهدتم ذلك يوم
بدر وعرفتم تأثير نصرة الله للمؤمنين عليكم(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19ولن تغني عنكم فئتكم ) أي كثرة الجموع كما لم يغن ذلك يوم
بدر . وأما إن قلنا إن ذلك خطاب للمؤمنين كان تأويل هذه الآية وإن تنتهوا عن المنازعة في أمر الأنفال وتنتهوا عن طلب الفداء على الأسرى فقد كان وقع منهم نزاع يوم
بدر في هذه الأشياء حتى عاتبهم الله بقوله :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لولا كتاب من الله سبق ) [الأنفال : 68] فقال تعالى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وإن تنتهوا ) عن مثله(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19فهو خير لكم وإن تعودوا ) إلى تلك المنازعات(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19نعد ) إلى ترك نصرتكم لأن الوعد بنصرتكم مشروط بشرط استمراركم على الطاعة وترك المخالفة ، ثم لا تنفعكم الفئة والكثرة ، فإن الله لا يكون إلا مع المؤمنين الذين لا يرتكبون الذنوب .
واعلم أن أكثر المفسرين حملوا قوله :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إن تستفتحوا ) على أنه خطاب للكفار ، واحتجوا بقوله تعالى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وإن تعودوا نعد ) فظنوا أن ذلك لا يليق إلا بالقتال ، وقد بينا أن ذلك يحتمل الحمل على ما ذكرناه من أحوال المؤمنين ، فسقط هذا الترجيح .
وأما قوله :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وأن الله مع المؤمنين ) فقرأ
نافع ،
وابن عامر ،
وحفص عن
عاصم (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وأن الله ) بفتح الألف في أن والباقون بكسرها . أما الفتح فقيل : على تقدير : ولأن الله مع المؤمنين ، وقيل هو معطوف على قوله :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18وأن الله موهن كيد الكافرين ) وأما الكسر فعلى الابتداء . والله أعلم .
[ ص: 114 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ) فِي الْآيَةِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو ( مُوَهِّنُ ) بِتَشْدِيدِ الْهَاءِ مِنَ التَّوْهِينِ(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18كَيْدِ ) بِالنَّصْبِ ، وَقَرَأَ
حَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18مُوهِنُ كَيْدِ ) بِالْإِضَافَةِ ، وَالْبَاقُونَ(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18مُوهِنُ ) بِالتَّخْفِيفِ(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18كَيْدِ ) بِالنَّصْبِ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=38كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ ) [الزُّمَرِ : 38] بِالتَّنْوِينِ وَبِالْإِضَافَةِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : الْكَلَامُ فِي ذَلِكَ وَمَحَلُّهُ مِنَ الْإِعْرَابِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=14ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ ) .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : تَوْهِينُ اللَّهِ تَعَالَى كَيْدَهَمْ يَكُونُ بِأَشْيَاءَ : بِإِطْلَاعِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى عَوْرَاتِهِمْ ، وَإِلْقَاءِ الرُّعْبِ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَتَفْرِيقِ كَلِمَتِهِمْ ، وَنَقْضِ مَا أَبْرَمُوا بِسَبَبِ اخْتِلَافِ عَزَائِمِهِمْ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ :
يُنْبِئُ رَسُولَ اللَّهِ وَيَقُولُ : إِنِّي قَدْ أَوْهَنْتُ كَيْدَ عَدُوِّكَ حَتَّى قَتَلْتَ خِيَارَهُمْ وَأَسَرْتَ أَشْرَافَهُمْ .
أَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28979_30780قَوْلُهُ تَعَالَى :( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ) فَفِيهِ قَوْلَانِ :
الْقَوْلُ الْأَوَّلُ : وَهُوَ قَوْلُ
الْحَسَنِ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ وَالسُّدِّيِّ أَنَّهُ خِطَابٌ لِلْكُفَّارِ ، رُوِيَ أَنَّ
أَبَا جَهْلٍ قَالَ يَوْمَ
بَدْرٍ : اللَّهُمَّ انْصُرْ أَفْضَلَ الدِّينَيْنِ وَأَحَقَّهُ بِالنَّصْرِ ، وَرُوِيَ أَنَّهُ قَالَ : اللَّهُمَّ أَيُّنَا كَانَ أَقْطَعَ لِلرَّحِمِ وَأَفْجَرَ فَأَهْلِكْهُ الْغَدَاةَ ، وَقَالَ
السُّدِّيُّ : إِنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا أَرَادُوا الْخُرُوجَ إِلَى
بَدْرٍ أَخَذُوا أَسْتَارَ
الْكَعْبَةِ وَقَالُوا اللَّهُمَّ انْصُرْ أَعْلَى الْجُنْدَيْنِ وَأَهْدَى الْفِئَتَيْنِ وَأَكْرَمَ الْحِزْبَيْنِ وَأَفْضَلَ الدِّينَيْنِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ ، وَالْمَعْنَى : إِنْ تَسْتَفْتِحُوا أَيْ تَسْتَنْصِرُوا لِأَهْدَى الْفِئَتَيْنِ وَأَكْرَمِ الْحِزْبَيْنِ فَقَدْ جَاءَكُمُ النَّصْرُ . وَقَالَ آخَرُونَ : إِنْ تَسْتَقْضُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْقَضَاءُ .
وَالْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّهُ خِطَابٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ، رُوِيَ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا رَأَى الْمُشْرِكِينَ وَكَثْرَةَ عَدَدِهِمُ اسْتَغَاثَ بِاللَّهِ ، وَكَذَلِكَ الصَّحَابَةُ ، وَطَلَبَ مَا وَعَدَهُ اللَّهُ بِهِ مِنْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ وَتَضَرَّعَ إِلَى اللَّهِ فَقَالَ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ) وَالْمُرَادُ أَنَّهُ طَلَبَ النُّصْرَةَ الَّتِي تَقَدَّمَ بِهَا الْوَعْدُ ، فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ، أَيْ حَصَلَ مَا وُعِدْتُمْ بِهِ فَاشْكُرُوا اللَّهَ وَالْزَمُوا طَاعَتَهُ . قَالَ الْقَاضِي : وَهَذَا الْقَوْلُ أَوْلَى لِأَنَّ قَوْلَهُ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ) لَا يَلِيقُ إِلَّا بِالْمُؤْمِنِينَ ، أَمَّا لَوْ حَمَلْنَا الْفَتْحَ عَلَى الْبَيَانِ وَالْحُكْمِ وَالْقَضَاءِ لَمْ يَمْتَنِعْ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْكُفَّارُ .
أَمَّا قَوْلُهُ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) فَتَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ يَتَفَرَّعُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنْ أَنَّ قَوْلَهُ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ) خِطَابٌ لِلْكُفَّارِ أَوْ لِلْمُؤْمِنِينَ .
فَإِنْ قُلْنَا : إِنَّ ذَلِكَ خِطَابٌ لِلْكُفَّارِ ، كَانَ تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ : إِنْ تَنْتَهُوا عَنْ قِتَالِ الرَّسُولِ وَعَدَاوَتِهِ وَتَكْذِيبِهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، أَمَّا فِي الدِّينِ فَبِالْخَلَاصِ مِنَ الْعِقَابِ وَالْفَوْزِ بِالثَّوَابِ . وَأَمَّا فِي الدُّنْيَا فَبِالْخَلَاصِ مِنَ الْقَتْلِ وَالْأَسْرِ وَالنَّهْبِ .
[ ص: 115 ] ثُمَّ قَالَ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وَإِنْ تَعُودُوا ) أَيْ إِلَى الْقَتْلِ(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19نَعُدْ ) أَيْ نُسَلِّطْهُمْ عَلَيْكُمْ ، فَقَدْ شَاهَدْتُمْ ذَلِكَ يَوْمَ
بَدْرٍ وَعَرَفْتُمْ تَأْثِيرَ نُصْرَةِ اللَّهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكُمْ(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ ) أَيْ كَثْرَةُ الْجُمُوعِ كَمَا لَمْ يُغْنِ ذَلِكَ يَوْمَ
بَدْرٍ . وَأَمَّا إِنْ قُلْنَا إِنَّ ذَلِكَ خِطَابٌ لِلْمُؤْمِنِينَ كَانَ تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ وَإِنْ تَنْتَهُوا عَنِ الْمُنَازَعَةِ فِي أَمْرِ الْأَنْفَالِ وَتَنْتَهُوا عَنْ طَلَبِ الْفِدَاءِ عَلَى الْأَسْرَى فَقَدْ كَانَ وَقَعَ مِنْهُمْ نِزَاعٌ يَوْمَ
بَدْرٍ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ حَتَّى عَاتَبَهُمُ اللَّهُ بِقَوْلِهِ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ ) [الْأَنْفَالِ : 68] فَقَالَ تَعَالَى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وَإِنْ تَنْتَهُوا ) عَنْ مِثْلِهِ(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا ) إِلَى تِلْكَ الْمُنَازَعَاتِ(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19نَعُدْ ) إِلَى تَرْكِ نُصْرَتِكُمْ لِأَنَّ الْوَعْدَ بِنُصْرَتِكُمْ مَشْرُوطٌ بِشَرْطِ اسْتِمْرَارِكُمْ عَلَى الطَّاعَةِ وَتَرْكِ الْمُخَالَفَةِ ، ثُمَّ لَا تَنْفَعُكُمُ الْفِئَةُ وَالْكَثْرَةُ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَكُونُ إِلَّا مَعَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ لَا يَرْتَكِبُونَ الذُّنُوبَ .
وَاعْلَمْ أَنَّ أَكْثَرَ الْمُفَسِّرِينَ حَمَلُوا قَوْلَهُ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) عَلَى أَنَّهُ خِطَابٌ لِلْكُفَّارِ ، وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ ) فَظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ لَا يَلِيقُ إِلَّا بِالْقِتَالِ ، وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ ذَلِكَ يَحْتَمِلُ الْحَمْلَ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَحْوَالِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَسَقَطَ هَذَا التَّرْجِيحُ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ) فَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ،
وَحَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وَأَنَّ اللَّهَ ) بِفَتْحِ الْأَلِفِ فِي أَنَّ وَالْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا . أَمَّا الْفَتْحُ فَقِيلَ : عَلَى تَقْدِيرِ : وَلِأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَقِيلَ هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ) وَأَمَّا الْكَسْرُ فَعَلَى الِابْتِدَاءِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .