أما
nindex.php?page=treesubj&link=28979_18854_18855قوله :( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : في تفسير هذه الخيانة وجوه :
الأول : أن المراد منه الخيانة في الدين وهو الكفر ، يعني إن كفروا بك فقد خانوا الله من قبل .
الثاني : أن المراد من الخيانة منع ما ضمنوا من الفداء .
الثالث : روي أنه عليه السلام لما أطلقهم من الأسر عهد معهم أن لا يعودوا إلى محاربته وإلى معاهدة المشركين ، وهذا هو العادة فيمن يطلق من الحبس والأسر ، فقال تعالى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71وإن يريدوا خيانتك ) أي نكث هذا العهد فقد خانوا الله من قبل ، والمراد أنهم كانوا يقولون(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين ) [يونس : 22] و(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين ) [الأعراف : 189] ثم إذا وصلوا إلى النعمة وتخلصوا من البلية نكثوا العهد ونقضوا الميثاق ، ولا يمنع دخول الكل فيه ، وإن كان الأظهر هو هذا الأخير .
ثم قال تعالى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71فأمكن منهم ) قال
الأزهري : يقال أمكنني الأمر يمكنني فهو ممكن ومفعول الإمكان محذوف ، والمعنى : فأمكن المؤمنين منهم ، والمعنى أنهم خانوا الله بما أقدموا عليه من محاربة الرسول يوم
بدر فأمكن الله منهم قتلا وأسرا ، وذلك نهاية الإمكان والظفر ، فنبه الله بذلك على أنهم قد ذاقوا وبال ما فعلوه ثم ، فإن عادوا كان التمكين منهم ثابتا حاصلا ، وفيه بشارة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه يتمكن من كل من يخونه وينقض عهده .
ثم قال :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71والله عليم ) أي ببواطنهم وضمائرهم(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71حكيم ) يجازيهم بأعمالهم .
أَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28979_18854_18855قَوْلُهُ :( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ ) فَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْخِيَانَةِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ الْخِيَانَةُ فِي الدِّينِ وَهُوَ الْكُفْرُ ، يَعْنِي إِنْ كَفَرُوا بِكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ .
الثَّانِي : أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْخِيَانَةِ مَنْعُ مَا ضَمِنُوا مِنَ الْفِدَاءِ .
الثَّالِثُ : رُوِيَ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا أَطْلَقَهُمْ مِنَ الْأَسْرِ عَهِدَ مَعَهُمْ أَنْ لَا يَعُودُوا إِلَى مُحَارَبَتِهِ وَإِلَى مُعَاهَدَةِ الْمُشْرِكِينَ ، وَهَذَا هُوَ الْعَادَةُ فِيمَنْ يُطْلَقُ مِنَ الْحَبْسِ وَالْأَسْرِ ، فَقَالَ تَعَالَى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ ) أَيْ نَكْثَ هَذَا الْعَهْدِ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) [يُونُسَ : 22] وَ(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) [الْأَعْرَافِ : 189] ثُمَّ إِذَا وَصَلُوا إِلَى النِّعْمَةِ وَتَخَلَّصُوا مِنَ الْبَلِيَّةِ نَكَثُوا الْعَهْدَ وَنَقَضُوا الْمِيثَاقَ ، وَلَا يَمْنَعُ دُخُولَ الْكُلِّ فِيهِ ، وَإِنْ كَانَ الْأَظْهَرُ هُوَ هَذَا الْأَخِيرَ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ) قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : يُقَالُ أَمْكَنَنِي الْأَمْرُ يُمْكِنُنِي فَهُوَ مُمْكِنٌ وَمَفْعُولُ الْإِمْكَانِ مَحْذُوفٌ ، وَالْمَعْنَى : فَأَمْكَنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ خَانُوا اللَّهَ بِمَا أَقْدَمُوا عَلَيْهِ مِنْ مُحَارَبَةِ الرَّسُولِ يَوْمَ
بَدْرٍ فَأَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُمْ قَتْلًا وَأَسْرًا ، وَذَلِكَ نِهَايَةُ الْإِمْكَانِ وَالظَّفَرِ ، فَنَبَّهَ اللَّهُ بِذَلِكَ عَلَى أَنَّهُمْ قَدْ ذَاقُوا وَبَالَ مَا فَعَلُوهُ ثَمَّ ، فَإِنْ عَادُوا كَانَ التَّمْكِينُ مِنْهُمْ ثَابِتًا حَاصِلًا ، وَفِيهِ بِشَارَةٌ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهُ يَتَمَكَّنُ مِنْ كُلِّ مَنْ يَخُونُهُ وَيَنْقُضُ عَهْدَهُ .
ثُمَّ قَالَ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71وَاللَّهُ عَلِيمٌ ) أَيْ بِبَوَاطِنِهِمْ وَضَمَائِرِهِمْ(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71حَكِيمٌ ) يُجَازِيهِمْ بِأَعْمَالِهِمْ .