المسألة الثانية : في تفسير الألفاظ المذكورة في هذه الآية "لولا" إذا دخل على الفعل كان بمعنى التحضيض مثل هلا ، وإنما جاز أن يكون لولا بمعنى هلا ، لأن هلا كلمتان هل وهو استفهام وعرض ، لأنك إذا قلت للرجل هل تأكل ؟ هل تدخل ؟ فكأنك عرضت ذلك عليه ، و "لا" وهو جحد ، فهلا مركب من أمرين : العرض ، والجحد . فإذا قلت : هلا فعلت كذا ؟ فكأنك قلت : هل فعلت ؟ ثم قلت معه "لا" أي ما فعلته ، ففيه تنبيه على وجوب الفعل ، وتنبيه على أنه حصل الإخلال بهذا الواجب ، وهكذا الكلام في "لولا" لأنك إذا قلت : لولا دخلت علي ، ولولا أكلت عندي ، فمعناه أيضا عرض وإخبار عن سرورك به ، لو فعل ، وهكذا الكلام في "لوما" ومنه قوله :( لو ما تأتينا بالملائكة ) ( الحجر : 7 ) فثبت أن لولا وهلا ولوما ألفاظ متقاربة ، والمقصود من الكل الترغيب والتحضيض فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ) أي فهلا فعلوا ذلك . فقوله :(