(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=94فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=94فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين )
اعلم أنه سبحانه لما ذكر أمر الأمة من قبل وذكر تفرقهم وأنهم أجمع راجعون إلى حيث لا أمر إلا له ، أتبع ذلك بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=94فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه ) بين أن
nindex.php?page=treesubj&link=30503_30500_30494من جمع بين أن يكون مؤمنا وبين أن يعمل الصالحات ؛ فيدخل في الأول العلم والتصديق بالله ورسوله ، وفي الثاني فعل الواجبات وترك المحظورات : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=94فلا كفران لسعيه ) أي لا بطلان لثواب عمله ، وهو كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=19ومن أراد الآخرة وسعى [ ص: 191 ] nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=19لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ) [ الإسراء : 19 ] فالكفران مثل في حرمان الثواب ، والشكر مثل في إعطائه ؛ وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=94فلا كفران ) المراد نفي الجنس ؛ ليكون في نهاية المبالغة ؛ لأن نفي الماهية يستلزم نفي جميع أفرادها .
وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=94وإنا له كاتبون ) فالمراد وإنا لسعيه كاتبون ، فقيل : المراد حافظون لنجازي عليه ، وقيل : كاتبون إما في أم الكتاب أو في الصحف التي تعرض يوم القيامة ، والمراد بذلك ترغيب العباد في
nindex.php?page=treesubj&link=30491التمسك بطاعة الله تعالى .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ) ؛ فاعلم أن قوله : ( وحرام ) خبر فلا بد له من مبتدأ ، وهو إما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95أنهم لا يرجعون ) أو شيء آخر ؛ أما الأول فالتقدير : أن عدم رجوعهم حرام أي ممتنع ، وإذا كان عدم رجوعهم ممتنعا كان رجوعهم واجبا ، فهذا الرجوع إما أن يكون المراد منه الرجوع إلى الآخرة أو إلى الدنيا ؛ أما الأول : فيكون المعنى أن رجوعهم إلى الحياة في الدار الآخرة واجب ، ويكون الغرض منه إبطال قول من ينكر البعث ، وتحقيق ما تقدم أنه
nindex.php?page=treesubj&link=30505_30514_29680لا كفران لسعي أحد ، فإنه سبحانه سيعطيه الجزاء على ذلك يوم القيامة ، وهو تأويل
أبي مسلم بن بحر .
وأما الثاني : فيكون المعنى أن رجوعهم إلى الدنيا واجب ، لكن المعلوم أنهم لم يرجعوا إلى الدنيا فعند هذا ذكر المفسرون وجهين .
الأول : أن
nindex.php?page=treesubj&link=20551_20557_20558الحرام قد يجيء بمعنى الواجب ، والدليل عليه الآية والاستعمال والشعر ، أما الآية فقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا ) [ الأنعام : 151 ] ؛ وترك الشرك واجب ، وليس بمحرم ، وأما الشعر فقول
الخنساء :
وإن حراما لا أرى الدهر باكيا على شجوه إلا بكيت على عمرو
يعني وإن واجبا ، وأما الاستعمال فلأن تسمية أحد الضدين باسم الآخر مجاز مشهور كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وجزاء سيئة سيئة مثلها ) [ الشورى : 40 ] إذا ثبت هذا فالمعنى أنه واجب على أهل كل قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ، ثم ذكروا في تفسير الرجوع أمرين :
أحدهما : أنهم لا يرجعون عن الشرك ولا يتولون عنه ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد والحسن .
وثانيها : لا يرجعون إلى الدنيا وهو قول
قتادة ومقاتل .
الوجه الثاني : أن يترك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95وحرام ) على ظاهره ويجعل في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95لا يرجعون ) صلة زائدة كما أنه صلة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12ما منعك ألا تسجد ) [ الأعراف : 12 ] ؛ والمعنى حرام على قرية أهلكناها رجوعهم إلى الدنيا وهو كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=50فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ) [ يس : 50 ] أو يكون المعنى وحرام عليهم رجوعهم عن الشرك وترك الإيمان ، وهذا قول طائفة من المفسرين ، وهذا كله إذا جعلنا قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95وحرام " خبرا لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95أنهم لا يرجعون ) أما إذا جعلناه خبرا لشيء آخر فالتقدير وحرام على قرية أهلكناها ذاك ، وهو المذكور في الآية المتقدمة من العمل الصالح والسعي المشكور غير المكفور ، ثم علل فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95أنهم لا يرجعون ) عن الكفر فكيف لا يمتنع ذلك ؟ هذا على قراءة إنهم بالكسر ، والقراءة بالفتح يصح حملها أيضا على هذا أي أنهم لا يرجعون .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ) ؛ ففيه مسائل :
المسألة الأولى : أن حتى متعلقة بـ"حرام" ، فأما على تأويل
أبي مسلم فالمعنى أن رجوعهم إلى الآخرة واجب حتى إن وجوبه يبلغ إلى حيث إنه إذا فتحت
يأجوج ومأجوج ، واقترب الوعد الحق ، فإذا هي شاخصة
[ ص: 192 ] أبصار الذين كفروا ، والمعنى أنهم يكونون أول الناس حضورا في محفل القيامة ، فحتى متعلقة بـ"حرام" ، وهي غاية له ؛ ولكنه غاية من جنس الشيء كقولك : دخل الحاج حتى المشاة ، وحتى هاهنا هي التي يحكى بعدها الكلام . والكلام المحكي هو هذه الجملة من الشرط والجزاء أعني قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96إذا فتحت يأجوج ومأجوج ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97واقترب الوعد الحق ) فهناك يتحقق شخوص أبصار الذين كفروا ، وذلك غير جائز ؛ لأن الشرط إنما يحصل في آخر أيام الدنيا والجزاء إنما يحصل في يوم القيامة ، والشرط والجزاء لا بد وأن يكونا متقاربين ، قلنا : التفاوت القليل يجري مجرى المعدوم ، وأما على التأويلات الباقية فالمعنى أن امتناع رجوعهم لا يزول : حتى تقوم الساعة .
المسألة الثانية : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96حتى إذا فتحت ) المعنى فتح سد
يأجوج ومأجوج ، فحذف المضاف وأدخلت علامة التأنيث في فتحت لما حذف المضاف ؛ لأن
يأجوج ومأجوج مؤنثان بمنزلة القبيلتين ، وقيل : حتى إذا فتحت جهة
يأجوج .
المسألة الثالثة : هما قبيلتان من جنس الإنس ، يقال :
nindex.php?page=treesubj&link=30285الناس عشرة أجزاء ؛ تسعة منها يأجوج ومأجوج يخرجون حين يفتح السد .
المسألة الرابعة : قيل : السد يفتحه الله تعالى ابتداء ، وقيل : بل إذا جعل الله تعالى الأرض دكا زالت الصلابة عن أجزاء الأرض فحينئذ ينفتح السد .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96nindex.php?page=treesubj&link=30285وهم من كل حدب ينسلون ) فحشو في أثناء الكلام ، والمعنى إذا فتحت
يأجوج واقترب الوعد الحق شخصت أبصار الذين كفروا ، والحدب النشز من الأرض ، ومنه حدبة الأرض ، ومنه حدبة الظهر ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - " من كل جدث ينسلون " اعتبارا بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=51فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ) [ يس : 51 ] وقرئ بضم السين ؛ ونسل وعسل أسرع ثم فيه قولان ، قال أكثر المفسرين : إنه كناية عن
يأجوج ومأجوج ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : هو كناية عن جميع المكلفين ؛ أي يخرجون من قبورهم من كل موضع ، فيحشرون إلى موقف الحساب ، والأول هو الأوجه وإلا لتفكك النظم ، وأن
يأجوج ومأجوج إذا كثروا على ما روي في " الخبر " فلا بد من أن ينشروا فيظهر إقبالهم على الناس من كل موضع مرتفع .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97nindex.php?page=treesubj&link=28992_30292_30298واقترب الوعد الحق ) فلا شبهة أن الوعد المذكور هو يوم القيامة .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97فإذا هي ) فاعلم أن إذا هاهنا للمفاجأة ، فسمى الموعد وعدا تجوزا ، وهي تقع في المجازاة سادة مسد الفاء كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=36إذا هم يقنطون ) [ الروم : 36 ] فإذا جاءت الفاء معها تعاونتا على وصل الجزاء بالشرط ؛ فيتأكد ، ولو قيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97فإذا هي شاخصة ) أو فهي شاخصة كان سديدا ، أما
nindex.php?page=treesubj&link=34080لفظة " هي " فقد ذكر النحويون فيها ثلاثة أوجه :
أحدها : أن تكون كناية عن الأبصار ، والمعنى فإذا أبصار الذين كفروا شاخصة أبصارهم كنى عن الأبصار ثم أظهر .
والثاني : أن تكون عمادا ، ويصلح في موضعها هو فيكون كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=14إنني أنا الله ) [ طه : 140 ] ومثله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=46فإنها لا تعمى الأبصار ) [ الحج : 46 ] وجاز التأنيث ؛ لأن الأبصار مؤنثة ، وجاز التذكير للعماد ، وهو قول
الفراء ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : الضمير للقصة بمعنى فإذا القصة شاخصة ، يعني أن القصة أن أبصار الذين كفروا تشخص عند ذلك ، ومعنى الكلام أن
nindex.php?page=treesubj&link=30296القيامة إذا قامت شخصت أبصار هؤلاء من شدة الأهوال ، فلا تكاد تطرف من شدة ذلك اليوم ، ومن توقع ما يخافونه ، ويقولون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا ) يعني في الدنيا
[ ص: 193 ] حيث كذبناه وقلنا : إنه غير كائن ، بل كنا ظالمين أنفسنا بتلك الغفلة وبتكذيب
محمد - صلى الله عليه وسلم - وعبادة الأوثان ، واعلم أنه لا بد قبل قوله : يا ويلنا من حذف ، والتقدير يقولون : يا ويلنا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=94فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=94فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ )
اعْلَمْ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمَّا ذَكَرَ أَمْرَ الْأُمَّةِ مِنْ قَبْلُ وَذَكَرَ تَفَرُّقَهُمْ وَأَنَّهُمْ أَجْمَعَ رَاجِعُونَ إِلَى حَيْثُ لَا أَمْرَ إِلَّا لَهُ ، أَتْبَعَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=94فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ ) بَيَّنَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30503_30500_30494مَنْ جَمَعَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِنًا وَبَيْنَ أَنْ يَعْمَلَ الصَّالِحَاتِ ؛ فَيَدْخُلُ فِي الْأَوَّلِ الْعِلْمُ وَالتَّصْدِيقُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَفِي الثَّانِي فِعْلُ الْوَاجِبَاتِ وَتَرْكُ الْمَحْظُورَاتِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=94فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ ) أَيْ لَا بُطْلَانَ لِثَوَابِ عَمَلِهِ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=19وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى [ ص: 191 ] nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=19لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ) [ الْإِسْرَاءِ : 19 ] فَالْكُفْرَانُ مَثَلٌ فِي حِرْمَانِ الثَّوَابِ ، وَالشُّكْرُ مَثَلٌ فِي إِعْطَائِهِ ؛ وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=94فَلَا كُفْرَانَ ) الْمُرَادُ نَفْيُ الْجِنْسِ ؛ لِيَكُونَ فِي نِهَايَةِ الْمُبَالَغَةِ ؛ لِأَنَّ نَفْيَ الْمَاهِيَّةِ يَسْتَلْزِمُ نَفْيَ جَمِيعِ أَفْرَادِهَا .
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=94وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ) فَالْمُرَادُ وَإِنَّا لِسَعْيِهِ كَاتِبُونَ ، فَقِيلَ : الْمُرَادُ حَافِظُونَ لِنُجَازِيَ عَلَيْهِ ، وَقِيلَ : كَاتِبُونَ إِمَّا فِي أُمِّ الْكِتَابِ أَوْ فِي الصُّحُفِ الَّتِي تُعْرَضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالْمُرَادُ بِذَلِكَ تَرْغِيبُ الْعِبَادِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30491التَّمَسُّكِ بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ) ؛ فَاعْلَمْ أَنَّ قَوْلَهُ : ( وَحَرَامٌ ) خَبَرٌ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُبْتَدَأٍ ، وَهُوَ إِمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ) أَوْ شَيْءٌ آخَرُ ؛ أَمَّا الْأَوَّلُ فَالتَّقْدِيرُ : أَنَّ عَدَمَ رُجُوعِهِمْ حَرَامٌ أَيْ مُمْتَنِعٌ ، وَإِذَا كَانَ عَدَمُ رُجُوعِهِمْ مُمْتَنِعًا كَانَ رُجُوعُهُمْ وَاجِبًا ، فَهَذَا الرُّجُوعُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنْهُ الرُّجُوعَ إِلَى الْآخِرَةِ أَوْ إِلَى الدُّنْيَا ؛ أَمَّا الْأَوَّلُ : فَيَكُونُ الْمَعْنَى أَنَّ رُجُوعَهُمْ إِلَى الْحَيَاةِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ وَاجِبٌ ، وَيَكُونُ الْغَرَضُ مِنْهُ إِبْطَالَ قَوْلِ مَنْ يُنْكِرُ الْبَعْثَ ، وَتَحْقِيقُ مَا تَقَدَّمَ أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=30505_30514_29680لَا كُفْرَانَ لِسَعْيِ أَحَدٍ ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ سَيُعْطِيهِ الْجَزَاءَ عَلَى ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهُوَ تَأْوِيلُ
أَبِي مُسْلِمِ بْنِ بَحْرٍ .
وَأَمَّا الثَّانِي : فَيَكُونُ الْمَعْنَى أَنَّ رُجُوعَهُمْ إِلَى الدُّنْيَا وَاجِبٌ ، لَكِنَّ الْمَعْلُومَ أَنَّهُمْ لَمْ يَرْجِعُوا إِلَى الدُّنْيَا فَعِنْدَ هَذَا ذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ وَجْهَيْنِ .
الْأَوَّلُ : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=20551_20557_20558الْحَرَامَ قَدْ يَجِيءُ بِمَعْنَى الْوَاجِبِ ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ الْآيَةُ وَالِاسْتِعْمَالُ وَالشِّعْرُ ، أَمَّا الْآيَةُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ) [ الْأَنْعَامِ : 151 ] ؛ وَتَرْكُ الشِّرْكِ وَاجِبٌ ، وَلَيْسَ بِمُحَرَّمٍ ، وَأَمَّا الشِّعْرُ فَقَوْلُ
الْخَنْسَاءِ :
وَإِنَّ حَرَامًا لَا أَرَى الدَّهْرَ بَاكِيًا عَلَى شَجْوِهِ إِلَّا بَكَيْتُ عَلَى عَمْرِو
يَعْنِي وَإِنَّ وَاجِبًا ، وَأَمَّا الِاسْتِعْمَالُ فَلِأَنَّ تَسْمِيَةَ أَحَدِ الضِّدَّيْنِ بِاسْمِ الْآخَرِ مَجَازٌ مَشْهُورُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ) [ الشُّورَى : 40 ] إِذَا ثَبَتَ هَذَا فَالْمَعْنَى أَنَّهُ وَاجِبٌ عَلَى أَهْلِ كُلِّ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ، ثُمَّ ذَكَرُوا فِي تَفْسِيرِ الرُّجُوعِ أَمْرَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ عَنِ الشِّرْكِ وَلَا يَتَوَلَّوْنَ عَنْهُ ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ وَالْحَسَنِ .
وَثَانِيهَا : لَا يَرْجِعُونَ إِلَى الدُّنْيَا وَهُوَ قَوْلُ
قَتَادَةَ وَمُقَاتِلٍ .
الْوَجْهُ الثَّانِي : أَنْ يُتْرَكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95وَحَرَامٌ ) عَلَى ظَاهِرِهِ وَيُجْعَلَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95لَا يَرْجِعُونَ ) صِلَةٌ زَائِدَةٌ كَمَا أَنَّهُ صِلَةٌ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ) [ الْأَعْرَافِ : 12 ] ؛ وَالْمَعْنَى حَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا رُجُوعُهُمْ إِلَى الدُّنْيَا وَهُوَ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=50فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) [ يس : 50 ] أَوْ يَكُونَ الْمَعْنَى وَحَرَامٌ عَلَيْهِمْ رُجُوعُهُمْ عَنِ الشِّرْكِ وَتَرْكِ الْإِيمَانَ ، وَهَذَا قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ ، وَهَذَا كُلُّهُ إِذَا جَعَلْنَا قَوْلَهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95وَحَرَامٌ " خَبَرًا لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ) أَمَّا إِذَا جَعَلْنَاهُ خَبَرًا لِشَيْءٍ آخَرَ فَالتَّقْدِيرُ وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ذَاكَ ، وَهُوَ الْمَذْكُورُ فِي الْآيَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالسَّعْيِ الْمَشْكُورِ غَيْرِ الْمَكْفُورِ ، ثُمَّ عَلَّلَ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=95أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ) عَنِ الْكُفْرِ فَكَيْفَ لَا يَمْتَنِعُ ذَلِكَ ؟ هَذَا عَلَى قِرَاءَةِ إِنَّهُمْ بِالْكَسْرِ ، وَالْقِرَاءَةُ بِالْفَتْحِ يَصِحُّ حَمْلُهَا أَيْضًا عَلَى هَذَا أَيْ أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) ؛ فَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : أَنَّ حَتَّى مُتَعَلِّقَةٌ بِـ"حَرَامٌ" ، فَأَمَّا عَلَى تَأْوِيلِ
أَبِي مُسْلِمٍ فَالْمَعْنَى أَنَّ رُجُوعَهُمْ إِلَى الْآخِرَةِ وَاجِبٌ حَتَّى إِنَّ وَجُوبَهُ يَبْلُغُ إِلَى حَيْثُ إِنَّهُ إِذَا فُتِحَتْ
يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ، وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ، فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ
[ ص: 192 ] أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ يَكُونُونَ أَوَّلَ النَّاسِ حُضُورًا فِي مَحْفِلِ الْقِيَامَةِ ، فَحَتَّى مُتَعَلِّقَةٌ بِـ"حَرَامٌ" ، وَهِيَ غَايَةٌ لَهُ ؛ وَلَكِنَّهُ غَايَةٌ مِنْ جِنْسِ الشَّيْءِ كَقَوْلِكَ : دَخَلَ الْحَاجُّ حَتَّى الْمُشَاةُ ، وَحَتَّى هَاهُنَا هِيَ الَّتِي يُحْكَى بَعْدَهَا الْكَلَامُ . وَالْكَلَامُ الْمَحْكِيُّ هُوَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ مِنَ الشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ أَعْنِي قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ) فَهُنَاكَ يَتَحَقَّقُ شُخُوصُ أَبْصَارِ الَّذِينَ كَفَرُوا ، وَذَلِكَ غَيْرُ جَائِزٍ ؛ لِأَنَّ الشَّرْطَ إِنَّمَا يَحْصُلُ فِي آخِرِ أَيَّامِ الدُّنْيَا وَالْجَزَاءُ إِنَّمَا يَحْصُلُ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَالشَّرْطُ وَالْجَزَاءُ لَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونَا مُتَقَارِبَيْنِ ، قُلْنَا : التَّفَاوُتُ الْقَلِيلُ يَجْرِي مَجْرَى الْمَعْدُومِ ، وَأَمَّا عَلَى التَّأْوِيلَاتِ الْبَاقِيَةِ فَالْمَعْنَى أَنَّ امْتِنَاعَ رُجُوعِهِمْ لَا يَزُولُ : حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ ) الْمَعْنَى فُتِحَ سَدُّ
يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، فَحُذِفَ الْمُضَافُ وَأُدْخَلِتْ عَلَامَةُ التَّأْنِيثِ فِي فُتِحَتْ لَمَّا حُذِفَ الْمُضَافُ ؛ لِأَنَّ
يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُؤَنَّثَانِ بِمَنْزِلَةِ الْقَبِيلَتَيْنِ ، وَقِيلَ : حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ جِهَةُ
يَأْجُوجَ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : هُمَا قَبِيلَتَانِ مِنْ جِنْسِ الْإِنْسِ ، يُقَالُ :
nindex.php?page=treesubj&link=30285النَّاسُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ ؛ تِسْعَةٌ مِنْهَا يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ يَخْرُجُونَ حِينَ يُفْتَحُ السَّدُّ .
الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : قِيلَ : السَّدُّ يَفْتَحُهُ اللَّهُ تَعَالَى ابْتِدَاءً ، وَقِيلَ : بَلْ إِذَا جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْأَرْضَ دَكًّا زَالَتِ الصَّلَابَةُ عَنْ أَجْزَاءِ الْأَرْضِ فَحِينَئِذٍ يَنْفَتِحُ السَّدُّ .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=96nindex.php?page=treesubj&link=30285وَهُمْ مِنْ كُلِ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ) فَحَشْوٌ فِي أَثْنَاءِ الْكَلَامِ ، وَالْمَعْنَى إِذَا فُتِحَتْ
يَأْجُوجُ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ شَخَصَتْ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ، وَالْحَدَبُ النَّشَزُ مِنَ الْأَرْضِ ، وَمِنْهُ حَدَبَةُ الْأَرْضِ ، وَمِنْهُ حَدَبَةُ الظَّهْرِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - " مِنْ كُلِّ جَدَثٍ يَنْسِلُونَ " اعْتِبَارًا بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=51فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ) [ يس : 51 ] وَقُرِئَ بِضَمِّ السِّينِ ؛ وَنَسَلَ وَعَسَلَ أَسْرَعَ ثُمَّ فِيهِ قَوْلَانِ ، قَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّهُ كِنَايَةٌ عَنْ
يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ جَمِيعِ الْمُكَلَّفِينَ ؛ أَيْ يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ مِنْ كُلِّ مَوْضِعٍ ، فَيُحْشَرُونَ إِلَى مَوْقِفِ الْحِسَابِ ، وَالْأَوَّلُ هُوَ الْأَوْجَهُ وَإِلَّا لَتَفَكَّكَ النَّظْمُ ، وَأَنَّ
يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ إِذَا كَثُرُوا عَلَى مَا رُوِيَ فِي " الْخَبَرِ " فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُنْشَرُوا فَيَظْهَرَ إِقْبَالُهُمْ عَلَى النَّاسِ مِنْ كُلِّ مَوْضِعٍ مُرْتَفِعٍ .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97nindex.php?page=treesubj&link=28992_30292_30298وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ) فَلَا شُبْهَةَ أَنَّ الْوَعْدَ الْمَذْكُورَ هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97فَإِذَا هِيَ ) فَاعْلَمْ أَنَّ إِذَا هَاهُنَا لِلْمُفَاجَأَةِ ، فَسَمَّى الْمَوْعِدَ وَعْدًا تَجَوُّزًا ، وَهِيَ تَقَعُ فِي الْمُجَازَاةِ سَادَّةً مَسَدَّ الْفَاءِ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=36إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ) [ الرُّومِ : 36 ] فَإِذَا جَاءَتِ الْفَاءُ مَعَهَا تَعَاوَنَتَا عَلَى وَصْلِ الْجَزَاءِ بِالشَّرْطِ ؛ فَيَتَأَكَّدُ ، وَلَوْ قِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ ) أَوْ فَهِيَ شَاخِصَةٌ كَانَ سَدِيدًا ، أَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=34080لَفْظَةُ " هِيَ " فَقَدْ ذَكَرَ النَّحْوِيُّونَ فِيهَا ثَلَاثَةَ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : أَنْ تَكُونَ كِنَايَةً عَنِ الْأَبْصَارِ ، وَالْمَعْنَى فَإِذَا أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا شَاخِصَةٌ أَبْصَارُهُمْ كَنَى عَنِ الْأَبْصَارِ ثُمَّ أَظْهَرَ .
وَالثَّانِي : أَنْ تَكُونَ عِمَادًا ، وَيَصْلُحُ فِي مَوْضِعِهَا هُوَ فَيَكُونُ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=14إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ ) [ طه : 140 ] وَمِثْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=46فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ) [ الْحَجِّ : 46 ] وَجَازَ التَّأْنِيثُ ؛ لِأَنَّ الْأَبْصَارَ مُؤَنَّثَةٌ ، وَجَازَ التَّذْكِيرُ لِلْعِمَادِ ، وَهُوَ قَوْلُ
الْفَرَّاءِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : الضَّمِيرُ لِلْقِصَّةِ بِمَعْنَى فَإِذَا الْقِصَّةُ شَاخِصَةٌ ، يَعْنِي أَنَّ الْقِصَّةَ أَنَّ أَبْصَارَ الَّذِينَ كَفَرُوا تَشْخَصُ عِنْدَ ذَلِكَ ، وَمَعْنَى الْكَلَامِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30296الْقِيَامَةَ إِذَا قَامَتْ شَخَصَتْ أَبْصَارُ هَؤُلَاءِ مِنْ شِدَّةِ الْأَهْوَالِ ، فَلَا تَكَادُ تَطْرِفُ مِنْ شِدَّةِ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَمِنْ تَوَقُّعِ مَا يَخَافُونَهُ ، وَيَقُولُونَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ) يَعْنِي فِي الدُّنْيَا
[ ص: 193 ] حَيْثُ كَذَّبْنَاهُ وَقُلْنَا : إِنَّهُ غَيْرُ كَائِنٍ ، بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ أَنْفُسَنَا بِتِلْكَ الْغَفْلَةِ وَبِتَكْذِيبِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا بُدَّ قَبْلَ قَوْلِهِ : يَا وَيْلَنَا مِنْ حَذْفٍ ، وَالتَّقْدِيرُ يَقُولُونَ : يَا وَيْلَنَا .