( ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم )
النوع الثامن : قوله تعالى : ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم )
وفيه وجوه :
أحدها : أن جوابه محذوف ، وكأنه قال لهلكتم أو لعذبكم الله واستأصلكم لكنه رؤوف رحيم ، قال الخطاب ابن عباس لحسان ومسطح وحمنة ، ويجوز أن يكون الخطاب عاما .
والثاني : جوابه في قوله : ( ما زكا منكم من أحد أبدا ) [ النور : 21 ] .
والثالث : جوابه لكانت الفاحشة تشيع فتعظم المضرة وهو قول أبي مسلم ، والأقرب أن جوابه محذوف لأن قوله من بعد ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد ) كالمنفصل من الأول فلا يجب أن يكون جوابا للأول ، خصوصا وقد وقع بين الكلامين كلام آخر ، والمراد أنه لولا إنعامه بأن بقي وأمهل ومكن من التلافي لهلكوا ، لكنه لرأفته لا يدع ما هو للعبد أصلح وإن جنى على نفسه .