المسألة الرابعة : قال رضي الله عنهما : ابن عباس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث غلاما من الأنصار إلى عمر ليدعوه فوجده نائما في البيت ، فدفع الباب وسلم فلم يستيقظ عمر ، فعاد ورد الباب وقام من خلفه ، وحركه فلم يستيقظ ، فقال الغلام : اللهم أيقظه لي ودفع الباب ثم ناداه فاستيقظ وجلس ودخل الغلام ، فانكشف من عمر شيء وعرف عمر أن الغلام رأى ذلك منه ، فقال وددت أن ، ثم انطلق معه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فوجده قد نزل عليه ( الله نهى أبناءنا ونساءنا وخدمنا أن يدخلوا علينا في هذه الساعات إلا بإذن ياأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ) فحمد الله تعالى عمر عند ذلك ، فقال عليه السلام وما ذاك يا عمر ؟ فأخبره بما فعل الغلام ، فتعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم من صنعه وتعرف اسمه ومدحه ، وقال : إن الله يحب الحليم الحيي العفيف المتعفف ، ويبغض البذيء الجريء السائل الملحف . فهذه الآية إحدى الآيات المنزلة بسبب عمر . وقال بعضهم : نزلت في أسماء بنت أبي مرثد ، قالت : إنا لندخل على الرجل والمرأة ولعلهما يكونان في لحاف واحد ، وقيل : دخل عليها غلام لها كبير في وقت كرهت دخوله فيه ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها فنزلت الآية .
المسألة الخامسة : قال ابن عمر قوله : ( ومجاهد ليستأذنكم ) عنى به الذكور دون الإناث لأن قوله : ( الذين ملكت أيمانكم ) صيغة الذكور لا صيغة الإناث ، وعن رضي الله عنهما : هي في الرجال والنساء يستأذنون على كل حال بالليل والنهار ، والصحيح أنه يجب إثبات هذا الحكم في النساء ، لأن ابن عباس ، ولكن الحكم يثبت في النساء بالقياس لا بظاهر اللفظ على ما قدمناه . الإنسان كما يكره اطلاع الذكور على أحواله فقد يكره أيضا اطلاع النساء عليها
المسألة السادسة : من العلماء من قال : الأمر في قوله : ( ليستأذنكم ) على الندب والاستحباب ، ومنهم من قال : إنه على الإيجاب وهذا أولى ، لما ثبت أن ظاهر الأمر للوجوب .