المسألة الرابعة : كما بينا أن الظالم غير مخصوص بشخص واحد ، بل يعم جميع الظلمة ، فكذا المراد بقوله فلانا ليس شخصا واحدا ، بل كل من ، واستشهد أطيع في معصية الله القفال بقوله : ( وكان الكافر على ربه ) [ ص: 67 ] ( ظهيرا ) [الفرقان : 55] ، ( ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا ) [النبأ : 40] يعني به جماعة الكفار .
المسألة الخامسة : قرئ : " يا ويلتي " بالياء ، وهو الأصل ؛ لأن الرجل ينادي ويلته ، وهي هلكته ، يقول لها : تعالي فهذا أوانك ، وإنما قلبت الياء ألفا كما في صحارى و ( عذارى ) .
المسألة السادسة : قوله : ( عن الذكر ) أي : عن ذكر الله أو القرآن وموعظة الرسول ، ويجوز أن يريد نطقه بشهادة الحق وغيرته على الإسلام . والشيطان إشارة إلى خليله ، سماه شيطانا لأنه أضله كما يضل الشيطان ، ثم خذله ولم ينفعه في العاقبة ، أو أراد إبليس فإنه هو الذي حمله على أن صار خليلا لذلك المضل ومخالفة الرسول ثم خذله ، أو أراد الجنس وكل من تشيطن من الجن والإنس ، ويحتمل أن يكون ( وكان الشيطان ) حكاية كلام الظالم ، وأن يكون كلام الله .