القول في خطاب الله عز وجل مع محمد  صلى الله عليه وسلم 
قوله تعالى : ( قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أم ما يشركون    ) 
في هذه الآية قولان : 
الأول : أنه متعلق بما قبله من القصص ، والمعنى : الحمد لله على إهلاكهم ، وسلام على عباده الذين اصطفى بأن أرسلهم ونجاهم . 
الثاني : أنه مبتدأ ، فإنه تعالى لما ذكر أحوال الأنبياء عليهم السلام ، وكان محمد  صلى الله عليه وسلم كالمخالف لمن قبله في أمر العذاب ؛ لأن عذاب الاستئصال مرتفع عن قومه ، أمره تعالى بأن يشكر ربه على ما خصه بهذه النعم  ، وبأن يسلم على الأنبياء عليهم السلام الذين صبروا على مشاق الرسالة . 
فأما قوله : ( آلله خير أم ما يشركون    ) فهو تبكيت للمشركين وتهكم بحالهم ، وذلك : أنهم آثروا عبادة الأصنام على عبادة الله تعالى ، ولا يؤثر عاقل شيئا على شيء إلا لزيادة خير ومنفعة ، فقيل لهم هذا الكلام تنبيها على نهاية ضلالهم وجهلهم . وقرئ ( يشركون ) بالياء والتاء ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قرأها قال : " بل الله خير وأبقى وأجل وأكرم   " . 
ثم اعلم أنه سبحانه وتعالى تكلم بعد ذلك في عدة فصول : 
الفصل الأول : في الرد على عبدة الأوثان ، ومدار هذا الفصل على بيان أنه سبحانه وتعالى هو الخالق لأصول النعم وفروعها ، فكيف تحسن عبادة ما لا منفعة منه البتة ؟ ثم إنه سبحانه وتعالى ذكر أنواعا : 
				
						
						
