المسألة الثانية : قال الجبائي : الآية تدل على أنه تعالى ما أعطاه الملك وإلا لكان ذلك بحق ، وهكذا كل متغلب ، لا كما ادعى ملوك بني أمية عند تغلبهم أن ملكهم من الله تعالى ، فإن ، واعلم أن هذا ضعيف ؛ لأن وصول ذلك الملك إليه ، إما أن يكون منه أو من الله تعالى ، أو لا منه ولا من الله تعالى ، فإن كان منه ، فلم لم يقدر عليه غيره ، فربما كان العاجز أقوى وأعقل بكثير من المتولي للأمر ؟ وإن كان من الله تعالى فقد صح الغرض ، وإن كان من سائر الناس ، فلم اجتمعت دواعي الناس على نصرة أحدهما وخذلان الآخر ؟ واعلم أن هذا أظهر من أن يرتاب فيه العاقل . الله تعالى قد بين في كل غاصب لحكم الله أنه أخذ ذلك بغير حق