( ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون )
يعني هذا ، فالرزق من الله ، ثم قال تعالى : ( سبب الرزق وموجد السبب موجد المسبب قل الحمد لله ) وهو يحتمل وجوها :
أحدها : أن يكون كلاما معترضا في أثناء كلام كأنه قال : فأحيا به الأرض من بعد موتها [ ص: 80 ] ( بل أكثرهم لا يعقلون ) فذكر في أثناء هذا الكلام ( الحمد ) لذكر النعمة ، كما قال القائل :
إن الثمانين - وبلغتها - قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
الثاني : أن يكون المراد منه كلاما متصلا ، وهو أنهم يعرفون بأن ذلك من الله ويعترفون ولا يعملون بما يعلمون ، وأنت تعلم وتعمل فكذلك المؤمنون بك فقل الحمد لله وأكثرهم لا يعقلون أن الحمد كله لله فيحمدون غير الله على نعمة هي من الله .
الثالث : أن يكون المراد أنهم يقولون إنه من الله ويقولون بإلهية غير الله ، فيظهر تناقض كلامهم وتهافت مذهبهم : ف ( قل الحمد لله ) على ظهور تناقضهم ( وأكثرهم لا يعقلون ) هذا التناقض أو فساد هذا التناقض .