ثم قال تعالى : ( ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون ) لما ذكر أن الله خالق السماوات [ ص: 150 ] والأرض ، قال بعضهم : نحن معترفون بأن خالق السماوات والأرض واحد هو إله السماوات ، وهذه الأصنام صور الكواكب منها نصرتنا وقوتنا ، وقال آخرون : هذه صور الملائكة عند الله هم شفعاؤنا فقال الله تعالى : ، فعبادتكم لهم -لهذه الأصنام- باطلة ضائعة لا هم خالقوكم ولا ناصروكم ولا شفعاؤكم ، ثم قال تعالى : ( لا إله غير الله ، ولا نصرة من غير الله ، ولا شفاعة إلا بإذن الله أفلا تتذكرون ) ما علمتموه من أنه خالق السماوات والأرض ، وخلق هذه الأجسام العظام لا يقدر عليه مثل هذه الأصنام حتى تنصركم ، والملك العظيم لا يكون عنده لهذه الأشياء الحقيرة احترام وعظمة حتى تكون لها شفاعة .