( ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ) .
ثم قال تعالى : ( ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ) .
فقد ذكرنا أن قوله تعالى : ( ألم أعهد إليكم ) قطع للأعذار بسبق الإنذار ، ثم لما قرر ذلك وأتمه شرع في قطع عذر آخر ، وهو أن الكافر يقول : لم يكن لبثنا في الدنيا إلا يسيرا ، ولو عمرتنا لما وجدت منا تقصيرا ، فقال الله تعالى : ( أفلا يعقلون ) إنكم كلما دخلتم في السن ضعفتم وقد عمرناكم مقدار ما تتمكنون من البحث والإدراك ، كما قال تعالى : ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ) [ فاطر : 37 ] ثم إنكم علمتم أن الزمان كلما يعبر عليكم يزداد ضعفكم فضيعتم زمان الإمكان ، فلو عمرناكم أكثر من ذلك لكان بعده زمان الإزمان ، ومن لم يأت بالواجب زمان الإمكان ما كان يأتي به زمان الإزمان .