(
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه ) وفيه لطيفة ، وهي أن الله تعالى ذكر أمرين : ضرب الوجه ، وضرب الأدبار ، وذكر بعدهما أمرين آخرين :
nindex.php?page=treesubj&link=30539_30532اتباع ما أسخط الله ، وكراهة رضوانه ، فكأنه تعالى قابل الأمرين فقال : "يضربون وجوههم" حيث أقبلوا على سخط الله ، فإن المتسع للشيء متوجه إليه ، ويضربون أدبارهم لأنهم تولوا عما فيه رضا الله ، فإن الكاره للشيء يتولى عنه ، وما أسخط الله يحتمل وجوها الأول : إنكار الرسول عليه الصلاة والسلام ، ورضوانه الإقرار به والإسلام .
الثاني :
nindex.php?page=treesubj&link=28675الكفر هو ما أسخط الله ، والإيمان ما يرضيه يدل عليه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=7إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ) [الزمر : 7] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=7إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية )
[ ص: 60 ] [البينة : 7] إلى أن قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8رضي الله عنهم ورضوا عنه ) [البينة : 8] .
الثالث : ما أسخط الله تسويل الشيطان ، ورضوان الله التعويل على البرهان والقرآن ، فإن قيل : هم ما كانوا يكرهون رضوان الله ، بل كانوا يقولون : إن ما نحن عليه فيه رضوان الله ، ولا نطلب إلا رضاء الله ، وكيف لا والمشركون بإشراكهم كانوا يقولون : إنا نطلب رضاء الله . كما قالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3ليقربونا إلى الله زلفى ) [الزمر : 3] وقالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=53فيشفعوا لنا ) [الأعراف : 53] فنقول : معناه كرهوا ما فيه رضاء الله تعالى .
وفيه لطيفة وهي أن الله تعالى قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28ما أسخط الله ) ولم يقل : ما أرضى الله وذلك لأن رحمة الله سابقة ، فله رحمة ثابتة وهي منشأ الرضوان ، وغضب الله متأخر فهو يكون على ذنب ، فقال : ( رضوانه ) لأنه وصف ثابت لله سابق ، ولم يقل سخط الله ، بل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28ما أسخط الله ) إشارة إلى أن السخط ليس ثبوته كثبوت الرضوان ، ولهذا المعنى قال في اللعان في حق المرأة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=9والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ) [النور : 9] يقال : "غضب الله" مضافا لأن لعانه قد سبق مظهر الزنا بقوله وأيمانه ، وقبله لم يكن لله غضب ، و"رضوان الله" أمر يكون منه الفعل ، وغضب الله أمر يكون من فعله ، ولنضرب له مثالا : الكريم الذي رسخ الكرم في نفسه يحمله الكرم على الأفعال الحسنة ، فإذا كثر من السيئ الإساءة فغضبه لا لأمر يعود إليه ، بل غضبه عليه يكون لإصلاح حالة ، وزجرا لأمثاله عن مثل فعاله ، فيقال : هو كان الكريم فكرمه لما فيه من الغريزة الجنسية ، لكن فلانا أغضبه وظهر منه الغضب ، فيجعل الغضب ظاهرا من الفعل ، والفعل الحسن ظاهرا من الكرم ، فالغضب في الكريم بعد فعل ، والفعل منه بعد كرم ، ومن هذا يعرف لطف قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28ما أسخط الله وكرهوا رضوانه ) .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28فأحبط أعمالهم ) حيث لم يطلبوا إرضاء الله ، وإنما طلبوا إرضاء الشيطان والأصنام .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) .
هذا إشارة إلى المنافقين و" أم " تستدعي جملة أخرى استفهامية إذا كانت للاستفهام ، لأن كلمة " أم " إذا كانت متصلة استفهامية تستدعي سبق جملة أخرى استفهامية ، يقال : أزيد في الدار أم عمرو ، وإذا كانت منقطعة لا تستدعي ذلك ، يقال : إن هذا لزيد أم عمرو ، وكما يقال : بل عمرو ، والمفسرون على أنها منقطعة ، ويحتمل أن يقال : إنها استفهامية ، والسابق مفهوم من قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26والله يعلم إسرارهم ) فكأنه تعالى قال : أحسب الذين كفروا أن لن
nindex.php?page=treesubj&link=28781يعلم الله إسرارهم أم حسب المنافقون أن لن يظهرها والكل قاصر ، وإنما يعلمها ويظهرها ، ويؤيد هذا أن المنقطعة لا تكاد تقع في صدر الكلام فلا يقال ابتداء : بل جاء زيد ، ولا أم جاء عمرو ، والإخراج بمعنى الإظهار فإنه إبراز ، والأضغان هي الحقود والأمراض ، واحدها ضغن .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ) .
لما كان مفهوم قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) أن
nindex.php?page=treesubj&link=30569الله يظهر ضمائرهم ويبرز سرائرهم كأن قائلا قال : فلم لم يظهر فقال : أخرناه لمحض المشيئة لا لخوف منهم ، كما لا تفشى أسرار الأكابر خوفا منهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30ولو نشاء لأريناكهم ) أي لا مانع لنا والإراءة بمعنى التعريف ، وقوله
[ ص: 61 ] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30ولتعرفنهم ) لزيادة فائدة ، وهي أن التعريف قد يطلق ولا يلزمه المعرفة ، يقال : عرفته ولم يعرف ، وفهمته ولم يفهم فقال ههنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30لأريناكهم فلعرفتهم ) يعني : عرفناهم تعريفا تعرفهم به ، إشارة إلى قوة التعريف ، واللام في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30فلعرفتهم ) هي التي تقع في جزاء لو كما في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30لأريناكهم ) أدخلت على المعرفة إشارة إلى أن المعرفة كالمرتبة على المشيئة كأنه قال : ولو نشاء لعرفتهم ، ليفهم أن المعرفة غير متأخرة عن التعريف فتفيد تأكيد التعريف ، أي لو نشاء لعرفناك تعريفا معه المعرفة لا بعده ، وأما اللام في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30ولتعرفنهم ) جواب لقسم محذوف كأنه قال ولتعرفنهم والله ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30في لحن القول ) فيه وجوه
أحدها : في معنى القول ، وعلى هذا فيحتمل أن يكون المراد من القول : قولهم أي لتعرفنهم في معنى قولهم حيث يقولون ما معناه النفاق كقولهم حين مجيء النصر إنا كنا معكم ، وقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن ) [المنافقون : 8] وقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إن بيوتنا عورة ) [الأحزاب : 13] وغير ذلك ، ويحتمل أن يكون المراد قول الله عز وجل أي لتعرفنهم في معنى قول الله تعالى حيث قال ما تعلم منه حال المنافقين كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا ) [النور : 62] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) [الأنفال : 2] إلى غير ذلك .
وثانيها : في ميل القول عن الصواب حيث قالوا ما لم يعتقدوا ، فأمالوا كلامهم حيث قالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) [المنافقون : 1] وقالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إن بيوتنا عورة وما هي بعورة ) [الأحزاب : 13] ، : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار ) [الأحزاب : 15] إلى غير ذلك .
وثالثها : في لحن القول أي في الوجه الخفي من القول الذي يفهمه النبي عليه السلام ولا يفهمه غيره ، وهذا يحتمل أمرين أيضا ،
nindex.php?page=treesubj&link=30563والنبي عليه السلام كان يعرف المنافق ولم يكن يظهر أمره إلى أن أذن الله تعالى له في إظهار أمرهم ومنع من الصلاة على جنائزهم والقيام على قبورهم ، وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30بسيماهم ) فالظاهر أن المراد أن الله تعالى لو شاء لجعل على وجوههم علامة أو يمسخهم كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=67ولو نشاء لمسخناهم ) [يس : 67] وروي أن جماعة منهم أصبحوا وعلى جباههم مكتوب هذا منافق .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30والله يعلم أعمالكم ) وعد للمؤمنين ، وبيان لكون حالهم على خلاف حال المنافق ، فإن المنافق كان له قول بلا عمل ، والمؤمن كان له عمل ولا يقول به ، وإنما قوله التسبيح ويدل عليه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) [البقرة : 286] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا ) [آل عمران : 193] وكانوا يعملون الصالحات ويتكلمون في السيئات مستغفرين مشفقين ، والمنافق كان يتكلم في الصالحات كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14إنا معكم ) [البقرة : 14] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قالت الأعراب آمنا ) [الحجرات : 14] ، : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=8ومن الناس من يقول آمنا ) [البقرة : 8] ويعمل السيئ فقال تعالى : الله يسمع أقوالهم الفارغة ويعلم أعمالكم الصالحة فلا يضيع .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ ) وَفِيهِ لَطِيفَةٌ ، وَهِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَكَرَ أَمْرَيْنِ : ضَرْبَ الْوَجْهِ ، وَضَرْبَ الْأَدْبَارِ ، وَذَكَرَ بَعْدَهُمَا أَمْرَيْنِ آخَرَيْنِ :
nindex.php?page=treesubj&link=30539_30532اتِّبَاعُ مَا أَسْخَطَ اللَّهَ ، وَكَرَاهَةُ رِضْوَانِهِ ، فَكَأَنَّهُ تَعَالَى قَابَلَ الْأَمْرَيْنِ فَقَالَ : "يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ" حَيْثُ أَقْبَلُوا عَلَى سُخْطِ اللَّهِ ، فَإِنَّ الْمُتَّسِعَ لِلشَّيْءِ مُتَوَجِّهٌ إِلَيْهِ ، وَيَضْرِبُونَ أَدْبَارَهُمْ لِأَنَّهُمْ تَوَلَّوْا عَمَّا فِيهِ رِضَا اللَّهِ ، فَإِنَّ الْكَارِهَ لِلشَّيْءِ يَتَوَلَّى عَنْهُ ، وَمَا أَسْخَطَ اللَّهَ يَحْتَمِلُ وُجُوهًا الْأَوَّلُ : إِنْكَارُ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَرِضْوَانُهُ الْإِقْرَارُ بِهِ وَالْإِسْلَامُ .
الثَّانِي :
nindex.php?page=treesubj&link=28675الْكُفْرُ هُوَ مَا أَسْخَطَ اللَّهَ ، وَالْإِيمَانُ مَا يُرْضِيهِ يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=7إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) [الزُّمَرِ : 7] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=7إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )
[ ص: 60 ] [الْبَيِّنَةِ : 7] إِلَى أَنْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ) [الْبَيِّنَةِ : 8] .
الثَّالِثُ : مَا أَسْخَطَ اللَّهَ تَسْوِيلُ الشَّيْطَانِ ، وَرِضْوَانُ اللَّهِ التَّعْوِيلُ عَلَى الْبُرْهَانِ وَالْقُرْآنِ ، فَإِنْ قِيلَ : هُمْ مَا كَانُوا يَكْرَهُونَ رِضْوَانَ اللَّهِ ، بَلْ كَانُوا يَقُولُونَ : إِنَّ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فِيهِ رِضْوَانُ اللَّهِ ، وَلَا نَطْلُبُ إِلَّا رِضَاءَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ لَا وَالْمُشْرِكُونَ بِإِشْرَاكِهِمْ كَانُوا يَقُولُونَ : إِنَّا نَطْلُبُ رِضَاءَ اللَّهِ . كَمَا قَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) [الزُّمَرِ : 3] وَقَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=53فَيَشْفَعُوا لَنَا ) [الْأَعْرَافِ : 53] فَنَقُولُ : مَعْنَاهُ كَرِهُوا مَا فِيهِ رِضَاءُ اللَّهِ تَعَالَى .
وَفِيهِ لَطِيفَةٌ وَهِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28مَا أَسْخَطَ اللَّهَ ) وَلَمْ يَقُلْ : مَا أَرْضَى اللَّهَ وَذَلِكَ لِأَنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ سَابِقَةٌ ، فَلَهُ رَحْمَةٌ ثَابِتَةٌ وَهِيَ مَنْشَأُ الرِّضْوَانِ ، وَغَضَبُ اللَّهِ مُتَأَخِّرٌ فَهُوَ يَكُونُ عَلَى ذَنْبٍ ، فَقَالَ : ( رِضْوَانَهُ ) لِأَنَّهُ وَصْفٌ ثَابِتٌ لِلَّهِ سَابِقٌ ، وَلَمْ يَقُلْ سَخَطَ اللَّهِ ، بَلْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28مَا أَسْخَطَ اللَّهَ ) إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ السَّخَطَ لَيْسَ ثُبُوتُهُ كَثُبُوتِ الرِّضْوَانِ ، وَلِهَذَا الْمَعْنَى قَالَ فِي اللِّعَانِ فِي حَقِّ الْمَرْأَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=9وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) [النُّورِ : 9] يُقَالُ : "غَضَبَ اللَّهِ" مُضَافًا لِأَنَّ لِعَانَهُ قَدْ سَبَقَ مُظْهِرُ الزِّنَا بِقَوْلِهِ وَأَيْمَانِهِ ، وَقَبْلَهُ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ غَضَبٌ ، وَ"رِضْوَانُ اللَّهِ" أَمْرٌ يَكُونُ مِنْهُ الْفِعْلُ ، وَغَضَبُ اللَّهِ أَمْرٌ يَكُونُ مِنْ فِعْلِهِ ، وَلْنَضْرِبْ لَهُ مِثَالًا : الْكَرِيمُ الَّذِي رُسِّخَ الْكَرَمُ فِي نَفْسِهِ يَحْمِلُهُ الْكَرَمُ عَلَى الْأَفْعَالِ الْحَسَنَةِ ، فَإِذَا كَثُرَ مِنَ السَّيِّئِ الْإِسَاءَةُ فَغَضَبُهُ لَا لِأَمْرٍ يَعُودُ إِلَيْهِ ، بَلْ غَضَبُهُ عَلَيْهِ يَكُونُ لِإِصْلَاحِ حَالَةٍ ، وَزَجْرًا لِأَمْثَالِهِ عَنْ مِثْلِ فِعَالِهِ ، فَيُقَالُ : هُوَ كَانَ الْكَرِيمُ فَكَرَّمَهُ لِمَا فِيهِ مِنَ الْغَرِيزَةِ الْجِنْسِيَّةِ ، لَكِنَّ فُلَانًا أَغْضَبَهُ وَظَهَرَ مِنْهُ الْغَضَبُ ، فَيَجْعَلُ الْغَضَبَ ظَاهِرًا مِنَ الْفِعْلِ ، وَالْفِعْلَ الْحَسَنَ ظَاهِرًا مِنَ الْكَرَمِ ، فَالْغَضَبُ فِي الْكَرِيمِ بَعْدَ فِعْلٍ ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ بَعْدَ كَرَمٍ ، وَمِنْ هَذَا يُعْرَفُ لُطْفُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ ) .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) حَيْثُ لَمْ يَطْلُبُوا إِرْضَاءَ اللَّهِ ، وَإِنَّمَا طَلَبُوا إِرْضَاءَ الشَّيْطَانِ وَالْأَصْنَامِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ) .
هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى الْمُنَافِقِينَ وَ" أَمْ " تَسْتَدْعِي جُمْلَةً أُخْرَى اسْتِفْهَامِيَّةً إِذَا كَانَتْ لِلِاسْتِفْهَامِ ، لِأَنَّ كَلِمَةَ " أَمْ " إِذَا كَانَتْ مُتَّصِلَةً اسْتِفْهَامِيَّةً تَسْتَدْعِي سَبْقَ جُمْلَةٍ أُخْرَى اسْتِفْهَامِيَّةٍ ، يُقَالُ : أَزَيْدٌ فِي الدَّارِ أَمْ عَمْرٌو ، وَإِذَا كَانَتْ مُنْقَطِعَةً لَا تَسْتَدْعِي ذَلِكَ ، يُقَالُ : إِنَّ هَذَا لَزَيْدٌ أَمْ عَمْرٌو ، وَكَمَا يُقَالُ : بَلْ عَمْرٌو ، وَالْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّهَا مُنْقَطِعَةٌ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّهَا اسْتِفْهَامِيَّةٌ ، وَالسَّابِقُ مَفْهُومٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ) فَكَأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ : أَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28781يَعْلَمَ اللَّهُ إِسْرَارَهُمْ أَمْ حَسِبَ الْمُنَافِقُونَ أَنْ لَنْ يُظْهِرَهَا وَالْكُلُّ قَاصِرٌ ، وَإِنَّمَا يَعْلَمُهَا وَيُظْهِرُهَا ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا أَنَّ الْمُنْقَطِعَةَ لَا تَكَادُ تَقَعُ فِي صَدْرِ الْكَلَامِ فَلَا يُقَالُ ابْتِدَاءً : بَلْ جَاءَ زَيْدٌ ، وَلَا أَمْ جَاءَ عَمْرٌو ، وَالْإِخْرَاجُ بِمَعْنَى الْإِظْهَارِ فَإِنَّهُ إِبْرَازٌ ، وَالْأَضْغَانُ هِيَ الْحُقُودُ وَالْأَمْرَاضُ ، وَاحِدُهَا ضِغْنٌ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ) .
لَمَّا كَانَ مَفْهُومُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ) أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30569اللَّهَ يُظْهِرُ ضَمَائِرَهُمْ وَيُبْرِزُ سَرَائِرَهُمْ كَأَنَّ قَائِلًا قَالَ : فَلِمَ لَمْ يُظْهِرْ فَقَالَ : أَخَّرْنَاهُ لِمَحْضِ الْمَشِيئَةِ لَا لِخَوْفٍ مِنْهُمْ ، كَمَا لَا تُفْشَى أَسْرَارُ الْأَكَابِرِ خَوْفًا مِنْهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ ) أَيْ لَا مَانِعَ لَنَا وَالْإِرَاءَةُ بِمَعْنَى التَّعْرِيفِ ، وَقَوْلُهُ
[ ص: 61 ] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ ) لِزِيَادَةِ فَائِدَةٍ ، وَهِيَ أَنَّ التَّعْرِيفَ قَدْ يُطْلَقُ وَلَا يَلْزَمُهُ الْمَعْرِفَةُ ، يُقَالُ : عَرَّفْتُهُ وَلَمْ يَعْرِفْ ، وَفَهَّمْتُهُ وَلَمْ يَفْهَمْ فَقَالَ هَهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ ) يَعْنِي : عَرَّفْنَاهُمْ تَعْرِيفًا تَعْرِفُهُمْ بِهِ ، إِشَارَةٌ إِلَى قُوَّةِ التَّعْرِيفِ ، وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30فَلَعَرَفْتَهُمْ ) هِيَ الَّتِي تَقَعُ فِي جَزَاءِ لَوْ كَمَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30لَأَرَيْنَاكَهُمْ ) أُدْخِلَتْ عَلَى الْمَعْرِفَةِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الْمَعْرِفَةَ كَالْمُرَتَّبَةِ عَلَى الْمَشِيئَةِ كَأَنَّهُ قَالَ : وَلَوْ نَشَاءُ لَعَرَفْتَهُمْ ، لِيُفْهَمَ أَنَّ الْمَعْرِفَةَ غَيْرُ مُتَأَخِّرَةٍ عَنِ التَّعْرِيفِ فَتُفِيدُ تَأْكِيدَ التَّعْرِيفِ ، أَيْ لَوْ نَشَاءُ لَعَرَّفْنَاكَ تَعْرِيفًا مَعَهُ الْمَعْرِفَةُ لَا بَعْدَهُ ، وَأَمَّا اللَّامُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ ) جَوَابٌ لِقَسَمٍ مَحْذُوفٍ كَأَنَّهُ قَالَ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ وَاللَّهِ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) فِيهِ وُجُوهٌ
أَحَدُهَا : فِي مَعْنَى الْقَوْلِ ، وَعَلَى هَذَا فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنَ الْقَوْلِ : قَوْلُهُمْ أَيْ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي مَعْنَى قَوْلِهِمْ حَيْثُ يَقُولُونَ مَا مَعْنَاهُ النِّفَاقُ كَقَوْلِهِمْ حِينَ مَجِيءِ النَّصْرِ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ، وَقَوْلُهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ) [الْمُنَافِقُونَ : 8] وَقَوْلُهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ ) [الْأَحْزَابِ : 13] وَغَيْرُ ذَلِكَ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَيْ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى حَيْثُ قَالَ مَا تَعْلَمُ مِنْهُ حَالَ الْمُنَافِقِينَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا ) [النُّورِ : 62] وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) [الْأَنْفَالِ : 2] إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ .
وَثَانِيهَا : فِي مَيْلِ الْقَوْلِ عَنِ الصَّوَابِ حَيْثُ قَالُوا مَا لَمْ يَعْتَقِدُوا ، فَأَمَالُوا كَلَامَهُمْ حَيْثُ قَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) [الْمُنَافِقُونَ : 1] وَقَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ) [الْأَحْزَابِ : 13] ، : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ ) [الْأَحْزَابِ : 15] إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ .
وَثَالِثُهَا : فِي لَحْنِ الْقَوْلِ أَيْ فِي الْوَجْهِ الْخَفِيِّ مِنَ الْقَوْلِ الَّذِي يَفْهَمُهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَا يَفْهَمُهُ غَيْرُهُ ، وَهَذَا يَحْتَمِلُ أَمْرَيْنِ أَيْضًا ،
nindex.php?page=treesubj&link=30563وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَعْرِفُ الْمُنَافِقَ وَلَمْ يَكُنْ يُظْهِرُ أَمْرَهُ إِلَى أَنَّ أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ فِي إِظْهَارِ أَمْرِهِمْ وَمُنِعَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى جَنَائِزِهِمْ وَالْقِيَامِ عَلَى قُبُورِهِمْ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30بِسِيمَاهُمْ ) فَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَوْ شَاءَ لَجَعَلَ عَلَى وُجُوهِهِمْ عَلَامَةً أَوْ يَمْسَخُهُمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=67وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ ) [يس : 67] وَرُوِيَ أَنَّ جَمَاعَةً مِنْهُمْ أَصْبَحُوا وَعَلَى جِبَاهِهِمْ مَكْتُوبٌ هَذَا مُنَافِقٌ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ) وَعْدٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَبَيَانٌ لِكَوْنِ حَالِهِمْ عَلَى خِلَافِ حَالِ الْمُنَافِقِ ، فَإِنَّ الْمُنَافِقَ كَانَ لَهُ قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ ، وَالْمُؤْمِنُ كَانَ لَهُ عَمَلٌ وَلَا يَقُولُ بِهِ ، وَإِنَّمَا قَوْلُهُ التَّسْبِيحُ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) [الْبَقَرَةِ : 286] وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا ) [آلِ عِمْرَانَ : 193] وَكَانُوا يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ وَيَتَكَلَّمُونَ فِي السَّيِّئَاتِ مُسْتَغْفِرِينَ مُشْفِقِينَ ، وَالْمُنَافِقُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِي الصَّالِحَاتِ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14إِنَّا مَعَكُمْ ) [الْبَقَرَةِ : 14] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ) [الْحُجُرَاتِ : 14] ، : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=8وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا ) [الْبَقَرَةِ : 8] وَيَعْمَلُ السَّيِّئَ فَقَالَ تَعَالَى : اللَّهُ يَسْمَعُ أَقْوَالَهُمُ الْفَارِغَةَ وَيَعْلَمُ أَعْمَالَكُمُ الصَّالِحَةَ فَلَا يُضَيِّعُ .