( ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا )
ثم قال تعالى : ( ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ) .
وهو يصلح جوابا لمن يقول : كف الأيدي عنهم كان أمرا اتفاقيا ، ولو اجتمع عليهم العرب كما عزموا لمنعوهم من فتح خيبر واغتنام غنائمها ، فقال : ليس كذلك ، بل سواء قاتلوا أو لم يقاتلوا لا ينصرون ، ، فليس أمرهم أمرا اتفاقيا ، بل هو إلهي محكوم به محتوم . والغلبة واقعة للمسلمين
وقوله تعالى : ( ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا ) .
قد ذكرنا مرارا أن دفع الضرر عن الشخص إما أن يكون بولي ينفع باللطف ، أو بنصير يدفع بالعنف ، وليس للذين كفروا شيء من ذلك ، وفي قوله تعالى : ( ثم ) لطيفة ، وهي أن من يولي دبره يطلب الخلاص من القتل بالالتحاق بما ينجيه ، فقال : وليس إذا ولوا الأدبار يتخلصون ، بل بعد التولي الهلاك لاحق بهم .
( سنة الله التي قد خلت من قبل ) .
جواب عن سؤال آخر يقوم مقام الجهاد : وهو أن الطوالع لها تأثيرات ، والاتصالات لها تغيرات ، فقال : ليس كذلك ، [ بل ] . سنة الله نصرة رسوله وإهلاك عدوه
وقوله تعالى : ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) بشارة ودفع وهن يقع بسبب وهم ، وهو أنه إذا قال الله تعالى ليس هذا بالتأثيرات فلا يجب وقوعه ، بل الله فاعل مختار ، ولو أراد أن يهلك العباد لأهلكهم ، بخلاف قول المنجم بأن الغلب لمن له طالع وشواهد تقتضي غلبته قطعا ، فقال الله تعالى : ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) يعني أن ويقدر على إهلاك أصدقائه ، ولكن لا يبدل سنته ولا يغير عادته . الله فاعل مختار يفعل ما يشاء