( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) قوله تعالى : ( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) وجه الاستدلال بالآية للأصحاب ظاهر لأنه تعالى ذكر في أول الآية قوله : ( وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ) ثم ذكر في آخر الآية : ( وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) ثم قال : ( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) .
أما المعتزلة فقد ذكروا الوجوه المشهورة التي لهم :
أحدها : أن المراد من الإضلال منع الألطاف .
وثانيها : أنه لما اهتدى قوم باختيارهم عند نزول هذه الآيات وضل قوم باختيارهم عند نزولها أشبه ذلك أن المؤثر في ذلك الاهتداء وذلك الإضلال هو هذه الآيات ، وهو كقوله : ( فزادتهم إيمانا ) وكقوله : ( فزادتهم رجسا ) .
وثالثها : أن المراد من قوله : ( يضل ) ومن قوله : ( ويهدي ) - حكم الله بكونه ضالا وبكونه مهتديا .
ورابعها : أنه تعالى يضلهم يوم القيامة عن دار الثواب ، وهذه الكلمات مع أجوبتها تقدمت في سورة البقرة في قوله : ( يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) [ البقرة : 26] .