( لأي يوم أجلت  ليوم الفصل  وما أدراك ما يوم الفصل  ويل يومئذ للمكذبين    ) 
قوله تعالى : ( لأي يوم أجلت    ) أي أخرت ، كأنه تعالى يعجب العباد من تعظيم ذلك اليوم ، فقال : لأي يوم أخرت الأمور المتعلقة بهؤلاء ، وهي تعذيب من كذبهم ، وتعظيم من آمن بهم ، وظهور ما كانوا يدعون الخلق إلى الإيمان به من الأهوال والعرض والحساب ونشر الدواوين ووضع الموازين . 
ثم إنه تعالى بين ذلك فقال : ( ليوم الفصل    ) قال  ابن عباس  رضي الله عنهما : يوم يفصل الرحمن بين الخلائق ، وهذا كقوله : ( إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين    ) [ الدخان : 40 ] . 
ثم أتبع ذلك تعظيما ثانيا فقال : ( وما أدراك ما يوم الفصل    ) ، أي : وما علمك بيوم الفصل وشدته ومهابته    . 
ثم أتبعه بتهويل ثالث فقال : ( ويل يومئذ للمكذبين    ) أي للمكذبين بالتوحيد والنبوة والمعاد ، وبكل ما ورد من الأنبياء عليهم السلام وأخبروا عنه . بقي ههنا سؤالان : 
 [ ص: 239 ] السؤال الأول : كيف وقع النكرة مبتدأ في قوله : ( ويل يومئذ للمكذبين    )  ؟ 
الجواب : هو في أصله مصدر منصوب ساد مسد فعله ، ولكنه عدل به إلى الرفع للدلالة على معنى ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليه ، ونحوه ( سلام عليكم    ) [ القصص : 55 ] ويجوز " ويلا " بالنصب ، ولكن لم يقرأ به . 
السؤال الثاني : أين جواب قوله : ( فإذا النجوم طمست    ) ؟ الجواب من وجهين : 
أحدهما : التقدير : إنما توعدون لواقع إذا النجوم طمست ، وهذا ضعيف ؛ لأنه يقع في قوله : ( فإذا النجوم طمست    ) . 
الثاني : أن الجواب محذوف ، والتقدير ( فإذا النجوم طمست    ) وإذا وإذا ، فحينئذ تقع المجازاة بالأعمال وتقوم القيامة . 
				
						
						
