( فأما اليتيم فلا تقهر )
قوله تعالى : ( فأما اليتيم فلا تقهر ) وقرئ فلا تكهر ، أي لا تعبس وجهك إليه ، والمعنى عامله بمثل ما عاملك به ، ونظيره من وجه : ( وأحسن كما أحسن الله إليك ) [القصص : 77] ومنه قوله عليه السلام : " الله الله فيمن ليس له إلا الله " . وروي : أنها نزلت حين صاح النبي صلى الله عليه وسلم على ولد ومنه حديث خديجة موسى عليه السلام حين قال : "إلهي بم نلت ما نلت ؟ قال : أتذكر حين هربت منك السخلة ، فلما قدرت عليها قلت : أتعبت نفسك ثم حملتها ، فلهذا السبب جعلتك وليا على الخلق ، فلما نال موسى عليه السلام النبوة بالإحسان إلى الشاة فكيف ، وإذا كان هذا العتاب بمجرد الصياح أو العبوسية في الوجه ، فكيف إذا أذله أو أكل ماله ، عن بالإحسان إلى اليتيم أنس عن النبي عليه الصلاة والسلام : " إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمن ، ويقول تعالى : من أبكى هذا اليتيم الذي واريت والده التراب ، من أسكته فله الجنة " .