أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=151ويزكيكم ) ففيه أقوال :
أحدها : أنه - عليه الصلاة والسلام - يعلمهم ما إذا تمسكوا به صاروا أزكياء ؛ عن
الحسن .
وثانيها : يزكيهم بالثناء والمدح ، أي يعلم ما أنتم عليه من محاسن الأخلاق فيصفكم به ، كما يقال : إن المزكي زكى الشاهد ، أي وصفه بالزكاء .
وثالثها : أن التزكية عبارة عن التنمية ، كأنه قال يكثركم ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=86إذ كنتم قليلا فكثركم ) [ الأعراف : 86 ] وذلك بأن يجمعهم على الحق فيتواصلوا ويكثروا ، عن
أبي مسلم ، قال القاضي : وهذه الوجوه غير متنافية ، فلعله تعالى يفعل بالمطيع كل ذلك .
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=151ويعلمكم الكتاب ) فليس بتكرار ؛ لأن تلاوة القرآن عليهم غير تعليمه إياهم ، وأما " الحكمة " فهي العلم بسائر الشريعة التي يشتمل القرآن على تفصيلها ، ولذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رضي الله عنه -" الحكمة " هي سنة الرسول - عليه السلام - .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=151ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ) فهذا تنبيه على أنه تعالى أرسله على حين فترة من الرسل وجهالة من الأمم ،
nindex.php?page=treesubj&link=30998فالخلق كانوا متحيرين ضالين في أمر أديانهم فبعث الله تعالى محمدا بالحق حتى علمهم ما احتاجوا إليه في دينهم وذلك من أعظم أنواع النعم .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=151وَيُزَكِّيكُمْ ) فَفِيهِ أَقْوَالٌ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يُعَلِّمُهُمْ مَا إِذَا تَمَسَّكُوا بِهِ صَارُوا أَزْكِيَاءَ ؛ عَنِ
الْحَسَنِ .
وَثَانِيهَا : يُزَكِّيهِمْ بِالثَّنَاءِ وَالْمَدْحِ ، أَيْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ فَيَصِفُكُمْ بِهِ ، كَمَا يُقَالُ : إِنَّ الْمُزَكِّيَ زَكَّى الشَّاهِدَ ، أَيْ وَصَفَهُ بِالزَّكَاءِ .
وَثَالِثُهَا : أَنَّ التَّزْكِيَةَ عِبَارَةٌ عَنِ التَّنْمِيَةِ ، كَأَنَّهُ قَالَ يُكَثِّرُكُمْ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=86إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ ) [ الْأَعْرَافِ : 86 ] وَذَلِكَ بِأَنْ يَجْمَعَهُمْ عَلَى الْحَقِّ فَيَتَوَاصَلُوا وَيَكْثُرُوا ، عَنْ
أَبِي مُسْلِمٍ ، قَالَ الْقَاضِي : وَهَذِهِ الْوُجُوهُ غَيْرُ مُتَنَافِيَةٍ ، فَلَعَلَّهُ تَعَالَى يَفْعَلُ بِالْمُطِيعِ كُلَّ ذَلِكَ .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=151وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ ) فَلَيْسَ بِتَكْرَارٍ ؛ لِأَنَّ تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ عَلَيْهِمْ غَيْرُ تَعْلِيمِهِ إِيَّاهُمْ ، وَأَمَّا " الْحِكْمَةُ " فَهِيَ الْعِلْمُ بِسَائِرِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي يَشْتَمِلُ الْقُرْآنُ عَلَى تَفْصِيلِهَا ، وَلِذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -" الْحِكْمَةُ " هِيَ سُنَّةُ الرَّسُولِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=151وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ) فَهَذَا تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَجَهَالَةٍ مِنَ الْأُمَمِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=30998فَالْخَلْقُ كَانُوا مُتَحَيِّرِينَ ضَالِّينَ فِي أَمْرِ أَدْيَانِهِمْ فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ حَتَّى عَلَّمَهُمْ مَا احْتَاجُوا إِلَيْهِ فِي دِينِهِمْ وَذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ النِّعَمِ .