فصل حيث أطلق في المهذب   ( أبا العباس ) ،  فهو ابن سريج أحمد بن عمر بن سريج ،  وإذا أراد أبا العباس   ابن القاص  قيده ، وحيث أطلق أبا إسحاق    ( 2 ) فهو المروزي  ، وحيث أطلق  أبا سعيد  من الفقهاء ، فهو  [ ص: 113 ] الإصطخري    ( 1 ) ولم يذكر  أبا سعيد  من الفقهاء غيره ولم يذكر في المهذب  أبا إسحاق الإسفراييني  الأستاذ المشهور بالكلام والأصول وإن كان له وجوه كثيرة في كتب الأصحاب . وأما أبو حامد  ففي المهذب اثنان ( أحدهما ) : القاضي  أبو حامد المروروذي  ، ( والثاني ) : الشيخ أبو حامد الإسفراييني  ، لكنهما يأتيان مقيدين بالقاضي والشيخ ، فلا يلتبسان وليس فيه أبو حامد  غيرهما لا من أصحابنا ولا من غيرهم . وفيه أبو علي بن خيران   وابن أبي هريرة  والطبري  ويأتون موصوفين ولا ذكر  لأبي علي علي ( 3 ) السنجي  في المهذب ، وإنما يتكرر في الوسيط والنهاية وكتب متأخري الخراسانيين . وفيه أبو القاسم  جماعة ، أولهم الأنماطي  ثم الداركي  ثم  ابن كج  والصيمري .  
وليس فيه أبو القاسم  غير هؤلاء الأربعة ، وفيه أبو الطيب  اثنان فقط من أصحابنا أولهما   : ابن سلمة  ، والثاني :  القاضي أبو الطيب  المصنف ويأتيان موصوفين . وحيث أطلق في المهذب   " عبد الله "  في الصحابة ، فهو  ابن مسعود  ، وحيث أطلق الربيع  من أصحابنا ، فهو الربيع بن سليمان المرادي  صاحب  الشافعي  ، وليس في المهذب الربيع  غيره ، لا من الفقهاء ولا من غيرهم إلا الربيع بن سليمان الجيزي  في مسألة دباغ الجلد هل يطهر الشعر ،  وفيه  عبد الله  [ ص: 114 ] بن زيد  من الصحابة اثنان أحدهما : الذي رأى الأذان وهو عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأوسي  ، والآخر : عبد الله بن زيد بن عاصم المازني    . وقد يلتبسان على من لا أنس له بالحديث وأسماء الرجال فيتوهمان واحدا ; لكونهما يأتيان على صورة واحدة وذلك خطأ ، فأما  ابن عبد ربه  فلا ذكر له في المهذب إلا في باب الأذان ، وأما ابن عاصم  فمتكرر ذكره في المهذب في مواضع من صفة الوضوء ، ثم في مواضع من صلاة الاستسقاء ، ثم في أول باب الشك في الطلاق ، وقد أوضحتهما أكمل إيضاح في تهذيب الأسماء واللغات . 
وحيث ذكر  عطاء  في المهذب ، فهو  عطاء بن أبي رباح  ، ذكره في الحيض ثم في أول صلاة المسافر ، ثم في مسألة التقاء الصفين من كتاب السير ، وفي التابعين أيضا جماعات يسمون  عطاء  ، لكن لا ذكر لأحد منهم في المهذب غير ابن أبي رباح  وفيه من الصحابة :  معاوية  اثنان ( أحدهما ) : معاوية بن الحكم  ذكره في ( باب ما يفسد الصلاة ) لا ذكر له في المهذب في غيره ، ( والآخر ) :  معاوية بن أبي سفيان  الخليفة أحد كتاب الوحي تكرر ، ويأتي مطلقا غير منسوب . وفيه من الصحابة : معقل اثنان أحدهما :  معقل بن يسار  بياء قبل السين مذكور في أول الجنائز ، والآخر : معقل بن سنان  بسين ثم نون في كتاب الصداق في حديث بروع  وفيه  أبو يحيى البلخي  من أصحابنا ذكره في مواضع من المهذب منها مواقيت الصلاة ، وكتاب الحج ، وليس فيه أبو يحيى  غيره . 
 [ ص: 115 ] وفيه أبو تحيى  بتاء مثناة فوق مكسورة يروي عن  علي بن أبي طالب  رضي الله عنه في آخر قتال أهل البغي ، ولا ذكر له في غير هذا الموضع من المهذب ، وفيه  القفال  ذكره في موضع واحد ، وهو في أول النكاح في مسألة تزويج بنت ابنه بابن ابنه ، وهو  القفال الكبير الشاشي  ، ولا ذكر  للقفال  في المهذب إلا في هذا الموضع ، وليس للقفال المروزي الصغير  في المهذب ذكر ، وهذا المروزي  هو المتكرر في كتب متأخري الخراسانيين  كالإبانة ، وتعليق القاضي حسين  ، وكتاب المسعودي  ، وكتب الشيخ  أبي محمد الجويني ،  وكتب الصيدلاني  ، وكتب  أبي علي السنجي  وهؤلاء تلامذته ، والنهاية ، وكتب الغزالي  ، والتتمة ، والتهذيب ، والعدة وأشباهها . 
وقد أوضحت حال القفالين في تهذيب الأسماء واللغات ، وفي كتاب الطبقات ، وسأوضح إن شاء الله تعالى حالهما هنا إن وصلت موضع ذكر  القفال ،  وكذلك أوضح باقي المذكورين في مواضعهم كما شرطته في الخطبة إن شاء الله تعالى . وحيث أطلقت أنا في هذا الشرح ذكر  القفال  فمرادي به المروزي    ; لأنه أشهر في نقل المذهب ، بل مدار طريقة خراسان  عليه ، وأما الشاشي  فذكره قليل بالنسبة إلى المروزي  في المذهب ، فإذا أردت الشاشي  قيدته فوصفته بالشاشي . وقصدت ببيان هذه الأحرف تعجيل فائدة لمطالع هذا الكتاب ، فربما أدركتني الوفاة أو غيرها من القاطعات قبل وصولها ، ورأيتها مهمة لا يستغني مشتغل بالمهذب عن معرفتها ، وأسأل الله خاتمة الخير واللطف وبالله التوفيق 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					