( 1660 ) مسألة ; قال : ( ولا بأس أن يصلح لأهل الميت طعاما ، يبعث به إليهم ، ولا يصلحون هم طعاما يطعمون الناس ) وجملته أنه يستحب إصلاح طعام لأهل الميت  ، يبعث به إليهم ، إعانة لهم ، وجبرا لقلوبهم ; فإنهم ربما اشتغلوا بمصيبتهم وبمن يأتي إليهم عن إصلاح طعام لأنفسهم . وقد روى أبو داود  ، في " سننه " ، بإسناده عن  عبد الله بن جعفر  ، قال : لما جاء نعي جعفر  ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { اصنعوا لآل جعفر  طعاما ; فإنه قد أتاهم أمر شغلهم   } . 
وروي عن عبد الله بن أبي بكر  ، أنه قال : فمازالت السنة فينا ، حتى تركها من تركها . فأما صنع أهل الميت طعاما للناس  ، فمكروه ; لأن فيه زيادة على مصيبتهم ، وشغلا لهم إلى شغلهم ، وتشبها بصنع أهل الجاهلية . وروي أن جريرا  وفد على  عمر  ، فقال : هل يناح على ميتكم ؟ قال : لا . قال : فهل يجتمعون عند أهل الميت ، ويجعلون الطعام ؟ قال : نعم . قال : ذاك النوح . وإن دعت الحاجة إلى ذلك جاز ; فإنه ربما جاءهم من يحضر ميتهم من القرى والأماكن البعيدة ، ويبيت عندهم ، ولا يمكنهم إلا أن يضيفوه . 
				
						
						
