( 2312 ) فصل : ولا بأس بالتلبية في طواف القدوم . وبه يقول  ابن عباس  ،  وعطاء بن السائب  ،  وربيعة بن عبد الرحمن  ،  وابن أبي ليلى  ،  وداود  ،  والشافعي    . وروي عن  سالم بن عبد الله  أنه قال : لا يلبي حول البيت . وقال  ابن عيينة    : ما رأينا أحدا يقتدى به يلبي حول البيت إلا  عطاء بن السائب    . وذكر  أبو الخطاب  ، أنه لا يلبي . وهو قول  للشافعي    ; لأنه مشتغل بذكر يخصه ، فكان أولى . 
ولنا ، أنه زمن التلبية ، فلم يكره له ، كما لو لم يكن حول البيت ، ويمكن الجمع بين التلبية والذكر المشروع في الطواف    . ويكره له رفع الصوت بالتلبية ، لئلا يشغل الطائفين عن طوافهم وأذكارهم . وإذا فرغ من التلبية صلى  [ ص: 133 ] على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا بما أحب من خير الدنيا والآخرة ، لما روى  الدارقطني  ، بإسناده عن  خزيمة بن ثابت  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { كان إذا فرغ من تلبيته ، سأل الله مغفرته ورضوانه ، واستعاذه برحمته من النار   } . وقال القاسم بن محمد    : يستحب للرجل إذا فرغ من تلبيته ، أن يصلي على محمد صلى الله عليه وسلم . وجاء في التفسير ، في تأويل قوله تعالى : { ورفعنا لك ذكرك    } . لا أذكر إلا ذكرت معي . ولأن أكثر المواضع التي شرع فيها ذكر الله تعالى ، شرع فيها ذكر نبيه عليه السلام ، كالأذان والصلاة . 
				
						
						
