( 2568 ) مسألة : قال : ( فإذا كان من الغد ، وزالت الشمس ، يكبر مع كل حصاة ، ويقف عندها ، ويرمي ، ويدعو ، ثم يرمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات ، يكبر أيضا ، ويدعو ، ثم يرمي ، رمى الجمرة الأولى بسبع حصيات جمرة العقبة بسبع حصيات ، ولا يقف عندها ) قد ذكرنا أن جملة ما يرمي به الحاج سبعون حصاة ، سبعة منها يرميها يوم النحر ، بعد طلوع الشمس .
وسائرها في أيام التشريق الثلاثة ، بعد زوال الشمس ، كل يوم إحدى وعشرين حصاة ، لثلاث جمرات ، يبتدئ بالجمرة الأولى ، وهي أبعد الجمرات من مكة ، وتلي مسجد الخيف ، فيجعلها عن يساره ، ويستقبل القبلة ، ويرميها بسبع حصيات ، كما وصفنا في جمرة العقبة ، ثم يتقدم عنها إلى موضع لا يصيبه الحصي ، فيقف طويلا يدعو الله تعالى ، رافعا يديه ، ثم يتقدم إلى الوسطى فيجعلها عن يمينه ، ويستقبل القبلة ، ويرميها بسبع حصيات ، ويفعل من الوقوف والدعاء كما فعل في الأولى ، ثم يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات ، ويستبطن الوادي ، ويستقبل القبلة ، ولا يقف عندها ، وبهذا قال . الشافعي
ولا نعلم في جميع ما ذكرنا خلافا ، إلا أن قال : ليس بموضع لرفع اليدين ، وقد ذكرنا الخلاف فيه عند رؤية البيت . وقال مالكا : سمعت الأثرم يسأل ، أيقوم الرجل عند الجمرتين إذا رمى ؟ قال : إي لعمري شديدا ، ويطيل القيام أيضا . قيل : فإلى أين يتوجه في قيامه ؟ قال : إلى القبلة ، ويرميها في بطن الوادي . والأصل في هذا ما روت أبا عبد الله ، قالت : { عائشة منى ، فمكث بها ليالي أيام التشريق ، يرمي الجمرة إذا زالت الشمس ، كل جمرة بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة ، ويقف عند الأولى والثانية ، فيطيل القيام ، ويتضرع ، ويرمي الثالثة ، ولا يقف عندها } رواه أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلى الظهر ، ثم رجع إلى أبو داود . وعن { ، أنه كان يرمي الجمرة بسبع حصيات ، يكبر على إثر كل حصاة ، ثم [ ص: 233 ] يتقدم ، ويستهل ، ويقوم قياما طويلا ، ويرفع يديه ، ثم يرمي الوسطى ، ثم يأخذ بذات الشمال ، فيستهل ، ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا ، ثم يرفع يديه ، ويقوم طويلا ، ثم يرمي ابن عمر جمرة العقبة من بطن الوادي ، ولا يقف عندها ، ثم ينصرف ، ويقول : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله } . رواه . البخاري
وروى أبو داود ، أن كان يدعو بدعائه الذي دعا به ابن عمر بعرفة ، ويزيد : وأصلح أو أتم لنا مناسكنا . وقال : كان ابن المنذر ، ابن عمر يقولان عند الرمي : اللهم اجعله حجا مبرورا ، وذنبا مغفورا . وكان وابن مسعود ، ابن عمر ، يرفعان أيديهما إذا رميا الجمرة ، ويطيلان الوقوف . وروي عن وابن عباس عبد الرحمن بن يزيد ، قال : { ، فرمى بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة ، واستبطن الوادي ، حتى إذا فرغ قال : اللهم اجعله حجا مبرورا ، وذنبا مغفورا . ثم قال : هكذا رأيت الذي أنزلت عليه سورة البقرة صنع عبد الله } رواه أفضت مع . وعن الأثرم ، قال : كان عطاء يقوم عند الجمرتين ، مقدار ما يقرأ الرجل سورة البقرة . رواه ابن عمر . الأثرم