( 4104 ) فصل : فأما أهل البدع ، فمن حكم بإسلامه فله الشفعة ; لأنه مسلم ، فتثبت له الشفعة ، كالفاسق بالأفعال ; ولأن عموم الأدلة يقتضي ثبوتها لكل شريك ، فيدخل فيها . وقد روى حرب  أن  أحمد  سئل عن أصحاب البدع ، هل لهم شفعة  ، ويروى عن إدريس  ، أنه قال : ليس للرافضة  شفعة فضحك ، وقال : أراد أن يخرجهم من الإسلام . فظاهر هذا أنه أثبت لهم الشفعة . وهذا محمول على غير الغلاة منهم ، وأما من غلا ، كالمعتقد أن جبريل  غلط في الرسالة فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أرسل إلى  علي  
 [ ص: 225 ] ونحوه ، ومن حكم بكفره من الدعاة إلى القول بخلق القرآن ، فلا شفعة له ; لأن الشفعة إذا لم تثبت للذمي الذي يقر على كفره ، فغيره أولى . 
				
						
						
