( 5863 ) فصل : فأما ، كقوله : اقعدي . وقومي . وكلي . واشربي . واقربي . وأطعميني واسقيني . وبارك الله عليك . وغفر الله لك . وما أحسنك . وأشباه ذلك ، فليس بكناية ، ولا تطلق به ، وإن نوى ; لأن اللفظ لا يحتمل الطلاق ، فلو وقع الطلاق به لوقع بمجرد النية ، وقد ذكرنا أنه لا يقع بها . وبهذا قال ما لا يشبه الطلاق ، ولا يدل على الفراق . واختلف أصحاب أبو حنيفة في قوله : كلي . واشربي . فقال بعضهم : كقولنا ، وقال بعضهم : هو كناية ; لأنه يحتمل : كلي ألم الطلاق . واشربي كأس الفراق . فوقع به ، كقولنا : ذوقي ، وتجرعي . الشافعي
ولنا ، أن هذا اللفظ لا يستعمل بمفرده إلا فيما لا ضرر فيه ، كنحو قوله تعالى : { كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون } . وقال : { فكلوه هنيئا مريئا } . فلم يكن كناية ، كقوله : أطعميني . وفارق ذوقي . وتجرعي ; فإنه يستعمل في المكاره ، كقول الله تعالى : { ذق إنك أنت العزيز الكريم . } { وذوقوا عذاب الحريق } . { وذوقوا مس سقر } . وكذلك التجرع ، قال الله تعالى : { يتجرعه ولا يكاد يسيغه } . فلم يصح أن يلحق بهما ما ليس مثلهما .