[ ص: 287 ] فصل : فيها لحنا يحيل المعنى ، فإن ترك ترتيبها ، أو شدة منها ، أو لحن لحنا يحيل المعنى ، مثل أن يكسر كاف ( إياك ) ، أو يضم تاء ( أنعمت ) ، أو يفتح ألف الوصل في ( اهدنا ) ، لم يعتد بقراءته ، إلا أن يكون عاجزا عن غير هذا . ذكر يلزمه أن يأتي بقراءة الفاتحة مرتبة مشددة ، غير ملحون نحو هذا في ( المجرد ) ، وهو مذهب القاضي . وقال الشافعي في ( الجامع ) : لا تبطل بترك شدة ; لأنها غير ثابتة في خط المصحف ، هي صفة للحرف ، ويسمى تاركها قارئا . القاضي
والصحيح الأول ; لأن الحرف المشدد أقيم مقام حرفين ، بدليل أن شدة راء ( الرحمن ) أقيمت مقام اللازم ، وشدة لام ( الذين ) أقيمت مقام اللازم أيضا ، فإذا أخل بها أخل بالحرف وما يقوم مقامه ، وغير المعنى ، إلا أن يريد أنه أظهر المدغم ، مثل من يقول " الرحمن " مظهرا للام ، فهذا تصح صلاته ; لأنه إنما ترك الإدغام ، وهو معدود لحنا لا يغير المعنى .
قال : ولا يختلف المذهب ، أنه إذا لينها ، ولم يحققها على الكمال ، أنه لا يعيد الصلاة ; لأن ذلك لا يحيل المعنى ، ويختلف باختلاف الناس . ولعله إنما أراد في ( الجامع ) هذا المعنى ، فيكون قوله متفقا . ولا يستحب المبالغة في التشديد ، بحيث يزيد على قدر حرف ساكن ; لأنها في كل موضع أقيمت مقام حرف ساكن ; فإذا زادها على ذلك زادها عما أقيمت مقامه ، فيكون مكروها . وفي ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ثلاث شدات ، وفيما عداها إحدى عشرة تشديدة ، بغير اختلاف