وقال أصحاب : لا يحسن التأمين للإمام ; لما روى مالك ، عن مالك سمي ، عن أبي صالح ، عن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أبي هريرة } . وهذا دليل على أنه لا يقولها . ولنا ، ما روى إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا : آمين ; فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبو هريرة } متفق عليه وروى إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له { وائل بن حجر } ، رواه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قال : ولا الضالين . قال : آمين ، ورفع بها صوته أبو داود ورواه الترمذي ، وقال : ومد بها صوته . وقال : هو حديث حسن
، وقد قال بلال للنبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبقني بآمين ) . وحديثهم لا حجة لهم فيه ، وإنما قصد به تعريفهم موضع تأمينهم ، وهو عقيب قول الإمام : ( ولا الضالين ) . لأنه موضع تأمين الإمام ، ليكون تأمين الإمام والمأمومين في وقت واحد موافقا لتأمين الملائكة ، وقد جاء هذا مصرحا به ، كما قلنا ، وهو ما روي عن الإمام ، في " مسنده " . عن أحمد ، { أبي هريرة } ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في اللفظ الآخر : ( إذا أمن الإمام ) . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا قال الإمام : ولا الضالين . فقولوا : آمين . فإن الملائكة تقول : آمين . والإمام يقول : آمين . فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه
يعني إذا شرع في التأمين ( 677 ) فصل : ويسن أن يجهر به الإمام والمأموم فيما يجهر فيه بالقراءة ، وإخفاؤها فيما يخفي فيه . وقال ، أبو حنيفة في إحدى الروايتين عنه : يسن إخفاؤها ; لأنه دعاء . فاستحب إخفاؤه كالتشهد . ومالك
ولنا { } ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتأمين عند تأمين الإمام ، فلو لم يجهر به لم يعلق عليه ، كحالة الإخفاء . وما ذكروه يبطل بآخر الفاتحة ، فإنه دعاء ويجهر به ، ودعاء التشهد تابع له . فيتبعه في الإخفاء ، وهذا تابع للقراءة فيتبعها في الجهر . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : آمين . ورفع بها صوته ،
[ ص: 291 ] فصل : فإن أمن المأموم ، ورفع صوته ; ليذكر الإمام ، فيأتي به ، لأنه سنة قولية إذا تركها الإمام أتى بها المأموم ، كالاستعاذة ، وإن أخفاها الإمام جهر بها المأموم ; لما ذكرناه . وإن ترك التأمين نسيانا ، أو عمدا ، حتى شرع في قراءة السورة ، لم يأت به ; لأنه سنة فات محلها . نسي الإمام التأمين
( 679 ) فصل : في : قصر الألف ، ومدها ، مع التخفيف فيهما ، قال الشاعر : " آمين " لغتان
تباعد مني فطحل إذ دعوته أمين فزاد الله ما بيننا بعدا
وأنشدوا في الممدود :يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم الله عبدا قال آمينا
وقيل : هو اسم من أسماء الله عز وجل . ولا يجوز التشديد فيها ; لأنه يحيل معناها ، فيجعله بمعنى قاصدين ، كما قال الله تعالى : { ولا آمين البيت الحرام } .
( 680 ) فصل : ، كي لا ينازعوه فيها . وهذا مذهب يستحب أن يسكت الإمام عقيب قراءة الفاتحة سكتة يستريح فيها ، ويقرأ فيها من خلفه الفاتحة الأوزاعي ، ، والشافعي وإسحاق . وكرهه ، وأصحاب الرأي . ولنا ، ما روى مالك أبو داود ، أن ، وابن ماجه سمرة ، حدث ، أنه حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتين ; سكتة إذا كبر ، وسكتة إذا فرغ من قراءة ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فأنكر عليه ، فكتبا في ذلك إلى عمران أبي بن كعب ، فكان في كتابه إليهما ، أن سمرة قد حفظ . قال : للإمام سكتتان ، فاغتنموا فيهما القراءة بفاتحة الكتاب ، إذا دخل في الصلاة وإذا قال ولا الضالين . أبو سلمة بن عبد الرحمن
وقال : أما أنا فأغتنم من الإمام اثنتين ، إذا قال ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) . فأقرأ عندها ، وحين يختم السورة ، فأقرأ قبل أن يركع . وهذا يدل على اشتهار ذلك فيما بينهم . رواه عروة بن الزبير . الأثرم