الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7411 ) وإذا خرق سفينة ، فغرقت بما فيها ، وكان عمدا ، وهو ما يغرقها غالبا ، ويهلك من فيها ، لكونهم في اللجة ، أو لعدم معرفتهم بالسباحة ، فعليه القصاص إن قتل من يجب القصاص بقتله ، وعليه ضمان السفينة بما فيها من مال ونفس ، وإن كان خطأ ، فعليه ضمان العبيد ، ودية الأحرار على عاقلته . وإن كان عمد خطأ ، مثل أن يأخذ السفينة ليصلح موضعا ، فقلع لوحا ، أو يصلح مسمارا ، فنقب موضعا ، فهذا عمد الخطأ .

                                                                                                                                            وذكره القاضي ، وهو مذهب الشافعي . والصحيح أن هذا خطأ محض ; لأنه قصد فعلا مباحا ، فأفضى إلى التلف لما لم يرده ، فأشبه ما لو رمى صيدا ، فأصاب آدميا . ولكن إن قصد قلع اللوح في موضع الغالب أنه لا يتلفها ، فأتلفها ، فهو عمد الخطأ ، وفيه ما فيه . والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية