( 8489 ) مسألة ; قال : ( ومن ، لم تقبل ; لأنه مكذب لبينته ) وبهذا قال ادعى دعوى ، وقال : لا بينة لي . ثم أتى بعد ذلك ببينة وقال محمد بن الحسن أبو يوسف : تقبل . وهو ظاهر مذهب وابن المنذر ; لأنه يجوز أن ينسى ، أو يكون الشاهدان سمعا منه ، وصاحب الحق لا يعلم ، فلا يثبت بذلك أنه كذب بينته . وقال بعض أصحاب الشافعي : وإن كان الإشهاد أمرا تولاه بنفسه ، لم تسمع بينته ; لأنه أكذبها ، وإن كان وكيله أشهد على المدعى عليه ، أو شهد من غير علمه ، أو من غير أن يشهدهم ، سمعت بينته ; لأنه معذور في نفيه إياها . وهذا القول حسن . الشافعي
ولنا ، أنه أكذب بينته ، بإقراره أنه لا يشهد له أحد ، فإذا شهد له إنسان ، كان تكذيبا له ، ويفارق الشاهد إذا قال : لا شهادة عندي . ثم قال : كنت نسيتها . لأن ذلك إقرار لغيره بعد الإنكار ، وها هنا هو مقر لخصمه بعدم البينة ، فلم يقبل رجوعه عنه . والحكم في ما إذا قال : كل بينة لي زور . كالحكم فيما إذا قال : لا بينة لي . على ما ذكرنا من الخلاف فيه .