فصل : ( 94 ) في حياة الآدمي وبعد موته . وقال وشعر الآدمي طاهر متصله ومنفصله ، ، في أحد [ ص: 61 ] قوليه : إذا انفصل فهو نجس ; لأنه جزء من الآدمي انفصل في حياته ، فكان نجسا كعضوه . ولنا : أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق شعره بين أصحابه ، قال الشافعي : { أنس فأعطاه إياه ، ثم ناوله الشق الأيسر ، فقال : احلقه ، فحلقه وأعطاه أبا طلحة الأنصاري ، فقال : اقسمه بين الناس أبا طلحة } . رواه لما رمى النبي صلى الله عليه وسلم ونحر نسكه ، ناول الحالق شقه الأيمن ، فحلقه ، ثم دعا ، مسلم وأبو داود .
وروي أن أوصى أن يجعل نصيبه منه في فيه إذا مات ، وكانت في قلنسوة معاوية شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو كان نجسا لما ساغ هذا ولما فرقه النبي صلى الله عليه وسلم وقد علم أنهم يأخذونه يتبركون به ، ويحملونه معهم تبركا به ، وما كان طاهرا من النبي صلى الله عليه وسلم كان طاهرا ممن سواه كسائره ; ولأنه شعر متصله طاهر ، فمنفصله طاهر ، كشعر الحيوانات كلها ، وكذلك نقول في خالد ولئن سلمنا نجاستها ، فإنها تنجس من سائر الحيوانات بفصلها في حياته ، بخلاف الشعر . أعضاء الآدمي ،