( الحمد لله ) أي الوصف بالجميل الاختياري على قصد التعظيم ثابت له تعالى والحمد عرفا فعل ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث إنه منعم على الحامد أو غيره بدأ بذلك لقوله من حديث { أبي هريرة } . وفي رواية { كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أقطع } وفي رواية { بحمد الله } وفي [ ص: 12 ] رواية { بالحمد } . كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم
قال النووي في شرح المهذب : روينا كل هذه الألفاظ في كتاب الأربعين للحافظ عبد القادر الرهاوي ورويناه عنه من رواية الصحابي رضي الله عنه . والمشهور رواية كعب بن مالك وحديثه هذا حسن رواه أبي هريرة أبو داود في سننهما وابن ماجه في عمل اليوم والليلة والنسائي في أول صحيحه المخرج على صحيح وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني . وروي موصولا ومرسلا ورواية الموصول إسنادها جيد قوله صلى الله عليه وسلم { مسلم } كل أمر ذي بال
معناه له حال يهتم به ومعنى أقطع أي ناقص قليل البركة وأجذم وهو بجيم وذال معجمة ، يقال جذم يجذم كعلم يعلم .
قال العلماء : تستحب البداءة بالحمد لله لكل مصنف ودارس ومدرس وخطيب وخاطب ومزوج ومتزوج ، وبين يدي سائر الأمور المهمة انتهى .
وفي لفظ { } رواه كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة الرهاوي عن وقدم البسملة على الحمدلة عملا بالكتاب العزيز والإجماع ، فوقع الابتداء بها حقيقة وبالحمدلة بالنسبة لما بعدها . أبي هريرة
إذ الابتداء أمر عرفي يعتبر ممتدا من الأخذ في التأليف إلى الشروع في المقصود فلا تعارض بين خبريهما وأصل الحمد النصب لأنه من مصادر شاع استعمالها منصوبة بإضمار أفعالها وعدل إلى رفعه كما في سلام عليكم للدلالة على الدوام والثبات ، وأل في الحمد للجنس أو الاستغراق أو العهد ، واللام في لله للملك أو الاستحقاق أو التعليل ، أي جميع المحامد مملوكة أو مستحقة أو ثابتة لأجل الله تعالى .