( ويعرض رب الطعام الماء لغسلهما ويقدمه بقرب طعامه    ) تذكيرا بالسنة ( ولا يعرض الطعام ) بل يقدمه لهم لئلا يستحيوا فلا يطلبونه . 
( وتسن التسمية على الطعام والشراب    ) لحديث  عائشة  مرفوعا { إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره   } والشرب مثله ( ويجهر بها ) أي التسمية ندبا لينبه غيره عليها ( فيقول ) الآكل أو الشارب ( بسم الله قال الشيخ  ولو زاد الرحمن الرحيم لكان حسنا ) فإنه أكمل بخلاف الذبح فإنه قد قيل لا يناسب ذلك . 
( و ) يسن ( أن يأكل بيمينه ومما يليه ويكره تركهما ) أي ترك الأكل باليمين ومما يليه  ، لما روي عن  عمر بن أبي سلمة  قال { كنت يتيما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك   } متفق عليه . 
( و ) يكره ( الأكل والشرب ، بشماله  إلا من ضرورة ) لحديث  ابن عمر  مرفوعا { إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله   } متفق عليه . 
( وإن جعل بيمينه خبزا وبشماله شيئا ) كجبن أو خيار ( يأتدم به وجعل يأكل من هذا ) الذي جعله بشماله ( كره لأنه أكل بشماله ولما فيه من الشره فإن أكل أو شرب بشماله أكل وشرب معه الشيطان ) . 
للخبر   ( وإن نسي التسمية في أوله ) أي الأكل أو الشرب    . 
( قال إذا ذكر : بسم الله أوله وآخره ) لما تقدم في حديث  عائشة  وظاهره ولو بعد فراغه من الأكل ( فإن كانوا ) أي الآكلون ( جماعة سموا كلهم ) لعموم الخبر ( ويسمى المميز ) لحديث ابن أبي سلمة    ( ويسمى عمن لا عقل له ولا تمييز ) لتعذرها منه وينبغي  [ ص: 174 ] أن يشير بها أخرس ونحوه كالوضوء ( ويحمد الله ) الآكل والشارب ( جهرا إذا فرغ ) من أكله أو شربه لقوله - صلى الله عليه وسلم - { إن الله ليرضى من العبد أن يأكل أو يشرب الشربة فيحمده عليها   } رواه  مسلم    . 
  ( ويقول ) إذا فرغ من أكله    ( ما ورد ومنه ) ما روى  أبو سعيد  كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أكل أو شرب قال { الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين   } ومنه أيضا ما روى معاذ بن أنس الجهني  عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال { من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه   } رواه  ابن ماجه    . 
				
						
						
