( ولا ) تقبل أيضا في الظاهر توبة ( من تكررت ردته )  لقوله تعالى : { إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا    } وقوله : { إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم    } والازدياد يقتضي كفرا متجددا ولا بد من تقدم إيمان عليه . 
ولما روى  الأثرم  بإسناده عن طيبان بن عمارة    " أن  ابن مسعود  أتي برجل فقال له : إنه قد أتي بك مرة فزعمت أنك تبت وأراك قد عدت فقتله " ولأن تكرار الردة منه يدل على فساد عقيدته وقلة مبالاته بالدين ( أو سب الله أو رسوله صريحا أو تنقصه ) لأن ذنبه عظيم جدا يدل منه على فساد عقيدته واستخفافه بالله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم ( ولا الساحر الذي يكفر بسحره ) لما روى جندب بن عبد الله  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { حد الساحر  ضربه بالسيف   } رواه  الدارقطني    . 
فسماه حدا والحد بعد ثبوته لا يسقط بالتوبة ولأنه لا طريق لنا إلى إخلاصه في توبته لأنه يضمر السحر  [ ص: 178 ] ولا يجهر به فيكون إظهار الإسلام والتوبة خوفا من القتل مع بقائه على تلك المفسدة ( ويقتلون بكل حال ) لأن  عليا    : " أتي بزنادقة فسألهم فجحدوا فقامت عليهم البينة فقتلهم ولم يستتبهم " رواه  أحمد  في مسائل عبد الله    ( وأما في الآخرة فمن صدق منهم في توبته قبلت باطنا ) ونفعه ذلك ( ومن أظهر الخير وأبطن الفسق و ) هو ( كالزنديق في توبته ) فلا تقبل توبته ظاهرا لأنه لم يظهر منه بالتوبة خلاف ما كان عليه من إظهار الخير .
				
						
						
