( أحمده ) أي أصف الله تعالى بجميل صفاته مرة بعد أخرى ، لأن المضارع المثبت يشعر بالاستمرار التجددي ، وفيه موافقة بين الحمد والمحمود عليه ، ; لأن آلاء الله تعالى لا تزال تتجدد في حقنا دائما كذلك نحمده بمحامد لا تزال تتجدد ، أولا بالجملة الاسمية ، وثانيا بالفعلية اقتداء به صلى الله عليه وسلم .
ففي خبر وغيره { مسلم } ( حمدا يفوق حمد الحامدين ) مصدر مبين لنوع الحمد لوصفه بالجملة بعده وهذا إخبار عن الحمد الذي يستحقه الله سبحانه وتعالى كقول من قال حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده إذ العبد لا يمكنه الإتيان بذلك وكذلك : الحمد لله ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، وعدد الرمال والتراب والحصى والقطر وعدد أنفاس الخلائق وعدد ما خلق الله وما هو خالق فهذا إخبار عما يستحقه من الحمد لا عما يقع من العبد من الحمد ، أشار إليه إن الحمد لله نحمده ونستعينه ابن القيم في عدة الصابرين .